ضريح "سيبيون الإفريقي" بسطيف عرضة للإهمال والتدهور يواجه ضريح سيبيون الإفريقي ويطلق عليه ضريح شيبو ، الواقع بحي القصرية بالمخرج الغربي لبلدية سطيف، خطر الاندثار ، بسبب الإهمال ، رغم تصنيفه من طرف جهات غير رسمية، كقطعة أثرية فريدة من نوعها بمنطقة شمال إفريقيا، وقد مسّ التخريب بعض أجزائه سواء بالهدم أو البناء بطريقة فوضوية، مع إشعال عجلات مطاطية واتخاذه وكرا لتعاطي المخدرات من طرف بعض القادمين من أحياء مجاورة، وقد تعهدت مصالح المجلس الشعبي البلدي لبلدية سطيف، بتولي مهمة صيانته وإعادة تسييجه مع الاهتمام به. و عبّر مختصون في علم الآثار ومرشدين أثريين، عن أسفهم لواقع المعلم التاريخي، ووفق دليل رسمي أعدّه المتحف الوطني للآثار بسطيف، الضريح يعود للملك سيبيون نسبة للعائلة الرومانية كورنيليا المتواجدة في قارة إفريقيا، وهو يتكون من طابقين، الجهة السفلية حيث توجد قاعة للدفن، لكنها اندثرت ولم يتبقى سوى الجهة العلوية، وجاء في ذات الوثيقة أن تاريخه يعود إلى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع بعد الميلاد. وتأسف المختصون، لما طرأ من تعديلات فوضوية على الضريح، من خلال استعمال الآجر والإسمنت لبناء مشواة، تستعمل للطهي خلال جلسات السمر، مؤكدين بأن الضريح عرضة للإهمال ولا يزوره نادرا سوى بعض المهتمين بالآثار والطلبة الجامعيين، لإجراء بحوث ميدانية وإعداد مذكرات الماستر والدكتوراه، والإهمال جعله مقصد العشرات من المراهقين والشبان من أحياء أخرى لتعاطي المخدرات وتناول المشروبات الكحولية، لكنه في الفترة الحالية تحوّل إلى مرتع لبعض البنائين القادمين من الورشات المجاورة، يقومون بقضاء حاجتهم البيولوجية هناك، وأشار بعض شبان الحي بأنهم يقومون بتنظيفه من حين لآخر، لتنشيط مباريات في لعبة الدومينو، مؤكدين تعرضه للتهديم ومسّ بعض أجزائه سواء فيما يتعلق بالحجارة أو الأعمدة، وكذا شباكه الحديدي، كما لاحظنا في عين المكان وجود آثار للحريق وكتابات حائطية كما أن كثرة الحشائش الضارة أفقدته جماليته. وأشار مهتمون في علم الآثار، بأن الضريح تعرض للزحف العمراني، حيث أحيط من جانبيه الشرقي والغربي ببنايات جديدة تكاد تلاصقه، رغم أن القانون رقم 98 - 04 مؤرخ 15 يونيو 1998، المتعلق بحماية التراث الثقافي، ينص في مادته 17 على ضرورة أن يوسّع مجال الرؤية، لمسافة لا تقل عن 200 متر عن المعلم الأثري، «لتفادي إتلاف المنظورات المعلمية المشمولة على الخصوص في تلك المنطقة، كما أن توسيع هذا المجال متروك لتقدير الوزير المكلف بالثقافة، بناء على اقتراح من اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية». مدير الثقافة لولاية سطيف، بعريبي زيتوني، كشف عن توجيهه مراسلة لرئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية سطيف، بغرض الاهتمام بضريح سيبيون الإفريقي، سواء من ناحية إعادة تسييجه وتعيين حارس والسهر على رد الاعتبار له وترميمه، لكون الضريح غير مصنّف، بالتالي لا يقع ضمن اختصاص مصالحه.بدوره كشف مدير الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية فرع سطيف، أمين زرارقة، بأن المعلم الأثري سيبيون الإفريقي غير مصنف، وبالتالي لا يدخل ضمن التراث المادي المحمي من طرف الديوان، لكن اقتراح تصنيفه من طرف إحدى الجمعيات أو مؤسسة ناشطة في الحقل الثقافي أو أحد المهتمين بالآثار، سيجعله يدخل ضمن دائرة اهتمام الديوان، هذه الهيئة التي تهتم بكل التراث المادي المصنف فقط، وذلك بعد صدروه في الجريدة الرسمية ويضاف إلى قائمة الجرد الإضافية للولاية. والتزم ، نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية سطيف فوزي بوخريصة ، المكلف بالثقافة والرياضة، بإرسال برقية رسمية لمصالح حظيرة البلدية، من أجل تسخير العمال والقيام بالإجراءات القاضية بإعادة تأهيله و تسييجه مضيفا «سأحملهم المسؤولية لكون قانون البلدية ينص على الحفاظ على التراث والممتلكات الثقافية». رمزي تيوري