تحتل مدينة شرشال الواقعة بولاية تيبازة موقعا جغرافيا متميزا ، و ما زاد من رونقها و جمالها تلك المناظر الطبيعية الساحرة و الخلابة ، وغنية بالتراث الثقافي و المعالم التاريخية المتمثلة في المواقع الاثرية العديدة و التعابير الفنية المتنوعة التي تعبر عن حركية مجتمعات زالت ، و تشهد إلى اليوم عن تعاقب العديد من الحضارات القديمة و انظمة الحكم المختلفة فيها لذا من الضروري حماية مدينة شرشال و ان تحض مواقعها الاثرية بمخطط يبين التدابير المتخذة للحفاظ على الموقع الأثري و استصلاحه و المنطقة المحمية التابعة له بهدف إعادة الاعتبار للتراث الثقافي ، الذي يعتبر جزءا من الذاكرة الجماعية للآمة ، و ثروة وطنية و محلية هامة للأجيال الحالية و اللاحقة . و من هذا المنطلق تم ادراج هذا المخطط الذي يهدف بالدرجة الاولى الى ابراز القيمة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية لهذا التراث بغية المساهمة الفعلية في رسم مخطط كامل لحماية المواقع الاثرية و تثمينها ، و حتى يكون بمثابة لبنة اساسية تسهم مستقبلا في تنمية الاقتصاد المحلي و الوطني . العوامل البشرية و المناخية سببان هامان في اندثار تراث الرومان يشير التقرير المتضمن برنامج حماية المواقع الاثرية و استصلاحها بشرشال ان العديد من المعالم الاثرية تعاني من الاهمال و الاندثار فعلى سبيل المثال نجد ان معلم القنيطرة او ما يعرف بوادي البلاع مهدد بالانهيار بسبب العوامل الطبيعية ، و انتشار كثيف للعشب فوق القنيطرة و على الاعمدة الداعمة لها بالإضافة الى وجود بناءات لصيقة بالمعلم الاثري ، اما راس الجزر الثلاث فهناك تعدي على جزء من الوعاء العقاري للموقع الاثري من طرف مستثمرة فلاحية كما اصبح يشكل خطرا في حد ذاته على الزوار و المصطافون لوجود الحفر الاثرية ، و فيما يخص بالبرج الروماني يشير التقرير عن احتمال انهياره في اي لحظة خاصة المدرجات بالإضافة الى تفكك عناصر مواد البناء بسبب العوامل البشرية و المناخية خاصة و انه اصبح يستعمل كساحة للعب ، كما أضحى المسرح الرومي على وشك الانهيار و شكلت العوامل الطبيعية خطرا كبيرا على الفسيفساء و الرخام الى جانب وجود بناءات حديثة بمحاذاة الموقع . مواقع لم يبقى منها إلا القليل و أخرى تحولت إلى ديكور للخواص و يضيف التقرير الذي تحصلت "الجزائرالجديدة" على نسخة منه ،حول المواقع الاثرية بشرشال و استصلاحها ان الحمامات الغربية الرومانية انتشرت فيها مؤخرا قنوات الصرف للمياه الشتوية، الى جانب الخطر الذي يحدق على شكله و بعضا من اجزائه بسبب العوامل المناخية و البشرية ناهيك عن تعرضه للتلوث البحري و تعرضه للاهتزازات بسبب موقع محطة الحافلات بالقرب منه . كما يتوفر الموقع ايضا على سيرك روماني ، هذا الاخير لم يبقى منه إلا القليل لأنه غير محمي و غير محروس و استغلال ارضية كموقع لتعليم السياقة ، و نفس الشيء بالنسبة لملكية قائد يوسف الذي تدهورت حالة فسيفسائه و اختفاء جزء من الموقع الاثري تحت الاعشاب و وجود بناءات حديثة قيد الانجاز بمحاذاة الموقع فيما تحولت القنطرة الرومانية الى مركز للنفايات و انتشرت البنايات فيها و كثافة الحشائش التي اصبحت تحيط بها الى جانب عدم حمايته . و يبقى الضريح المثمن هو الآخر يشكو من نقائص اهمها تواجده داخل منزل خاص اذ لا يمكن لا صيانته و لا زيارته الآمر الذي تسبب في تدهور اجزائه ، و الحال نفسه في الاطلال الرومانية يضيف التقرير انه اصبح غير محمي و غير مصان مما ادى الى انتشار الفضلات المنزلية فيما تعاني مقبرة وادي النصاري من الاهمال و تدهور نوعية الموقع و خطورة انهياره في اي لحظة . و بوسط المدينة ، نجد الساحة العمومية التي تتوفر على فوارة رومانية و التي تشكو من الانهيار و تعرض منحوتاتها للتلف الى جانب تدهور حالة الموقع للجدار الروماني و تفكك عناصر البناء و سقوطه . لجنة الشؤون الثقافية و السياحة تكشف خطورة الوضع وتدق ناقوس الخطر كما كشف التقرير الذي اعده كل من مدير الثقافة و مديرة السياحة و الصناعات التقليدية عن طريق لجنة الشؤون الاجتماعية و الثقافية و لجنة السياحة و الصيد البحري مختصة في المواقع الاثرية ، كشف ان موقع المنتدى الروماني اصبح محاط بالتجمعات السكانية و اصبح مهدد بالانهيار في اي وقت نتيجة عوامل مناخية ، كذلك ، اضحى حي عين القصيبة قيد الاندثار بسبب تواجد بنايات حديثة وسط الحي العتيق الامر الذي شكل خطر اختفائه جراء توسع البنايات ، بينما احى معلم باب الغرب الواقع بقلب المدينة يشكل خطرا على المارة بسبب احتمال انهيار جزء هام منه بالمقابل انهار جزءا من الحصن . تجدر الاشارة ايضا ، ان ظاهرة التوسع العمراني بمحاذاة المواقع الاثرية تشوه طابعها الاثري التاريخي من جهة و يهددها مباشرة جراء استعمال بعض موادها في اشغال البناء مما يصعب القيام بأشغال الاستصلاح الى جانب التعدي على اجزاء من الوعاء العقاري لبعض المواقع الاثرية . إيمان ق