اجتمع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في الدوحة، ليل الخميس، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنيّة أثناء غداء عمل أقامه وزير خارجية قطر في الدوحة، الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، وذلك للمرة الأولى منذ عامين. وقالت "حماس" إنها عرضت على عباس رؤية متكاملة لتحقيق المصالحة، وذلك عبر آليات عمل وخطوات محددة لتطبيق الاتفاقيات السابقة في القاهرةوالدوحة والشاطئ، وخاصة ما يتعلق بإجراء الانتخابات الشاملة بكل مستوياتها. ونقلت مصادر إعلامية بيان حماس قالت فيه "عرضت قيادة الحركة رؤية متكاملة لتحقيق المصالحة، عبر آليات عمل وخطوات محددة لتطبيق الاتفاقيات السابقة في القاهرةوالدوحة والشاطئ، وخاصة ما يتعلق بإجراء الانتخابات الشاملة بكل مستوياتها، مع التمسك بمبدأ الشراكة الوطنية في مختلف المواقع والمسؤوليات والقرار، من خلال حكومة الوحدة الوطنية، والمجلس التشريعي، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتوافق على برنامج سياسي ونضالي في مواجهة الاحتلال والاستيطان وممارساته العدوانية في القدس ومختلف أرض الوطن، والعمل معاً على توفير متطلبات الصمود والحياة الكريمة لشعبنا". وبحسب الوكالة فقد شكرت الحركة الجهود الساعية لتخفيف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة وكسر الحصار عنه، مؤكدة حرص الحركة على بناء وتطوير علاقات جيدة ومتوازنة مع مختلف الدول العربية والإسلامية. ونقلت "وفا" تأكيد عباس على "وجوب تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإزالة أسباب الانقسام من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء الانتخابات ". وتم خلال اللقاء بحث مختلف المواضيع ذات العلاقة، والتأكيد على ضرورة استئناف الحوار الذي تستضيفه دولة قطر بين حركتي فتح وحماس. واتفق المجتمعون على أن تحقيق المصالحة يعتبر المدخل الرئيس لحماية المشروع الوطني الفلسطيني ومواجهة ودحر مخططات الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى تدمير خيار الدولتين. وأكدوا أنه لا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة فلسطينية دون قطاع غزة. وكانت محكمة رام الله، أصدرت يوم 3 أكتوبر الجاري، قرارًا نهائيًا بإجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية فقط دون غزة "لعدم قانونية المحاكم في القطاع، قبل أن تعلن الحكومة في اليوم التالي عن تأجيل هذه الانتخابات لأربعة أشهر يتم خلالها العمل على توفير البيئة القانونية لإجرائها في يوم واحد في كافة الأراضي الفلسطينية. وتسيطر "حماس " على غزة،، منذ منتصف جوان 2007، تاريخ سيطرة "حماس " على القطاع، فيما تدير حركة "فتح " التي يتزعمها الرئيس، محمود عباس، الضفة الغربية، ولم تفلح جهود المصالحة، والوساطات العربية في رأب الصدع بين الحركتين، ووضع حد للانقسام. وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، استقبل عباس يوم الخميس في قصر البحر بالدوحة. وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، إنه جرى خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، واستعراض آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية. وتناول اللقاء "جهود دولة قطر المبذولة من أجل تحقيق المصالحة بين فتح وحماس لتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الممارسات العدوانية الإسرائيلية، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة. وفي السياق كشف عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، النقاب شروع جيش الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة، في إجراءات بناء على التطورات في الضفة الغربية، استعدادا لمغادرة عباس رئاسة السلطة الفلسطينية. وقال المحلل العسكري في تقرير نشرته الصحيفة، أمس الجمعة، إن تطورات الأوضاع في الضفة الغربية تشير إلى تراجع مكانة عباس وازدياد عزلته سياسيا، الأمر الذي "يُلزم أجهزة الاحتلال بإيلائها اهتماما خاصا؛ حيث يعمل طاقم في الجيش منذ شهور على الاستعداد لنهاية ولاية عباس في السلطة"، وبحسب تعبيره فإن تل أبيب "لن تبادر لتنفيذ خطوات فعالة ولن تتدخل في عملية انتقال السلطة، ولكن عليها أن تستعد لعدة سيناريوهات، بينها اندلاع مواجهات فلسطينية فلسطينية عنيفة، باعتبار أن العد التنازلي لولاية عباس في السلطة قد بدأ". ولفت هرئيل إلى ضغوط يواجهها عباس من داخل فتح، إضافة إلى أخرى عربية، تتمثل في سعي "الرباعية العربية" المؤلفة من كل من السعودية ومصر والأردن والإمارات، الترويج لإعادة تجسيد زعامة العضو المفصول من "فتح" محمد دحلان وتسويقه خليفة لعباس.