* ”حركة النهضة وحزب نداء تونس في توافق وتعايش لإخراج تونس من الأزمة” أكد المدير التنفيذي للحزب الحاكم في تونس ”نداء تونس”، حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الحالي لتونس، الباجي قائد السبسي، أنه بات من الضروري والاستعجالي الالتفاف حول حكومة يوسف الشاهد، التي اعتبر أنها المنعرج الحاسم للخروج من النفق وتجنب الفوضى، وأبرز في حوار ل”الفجر”، أن العلاقات بين الجزائروتونس عميقة وتاريخية لا يمكن لأحد أن يزعزعها، وقال أن ما يحدث من حين لآخر ما هو إلا محاولات يائسة من جهات لا يروق لها ما بلغته العلاقات الثنائية، في إشارة منه إلى الحديث عن قاعدة عسكرية أمريكية في تونس وما تبعها من حراك، وكشف عن زيارة مرتقبة للجزائر، شهر جانفي 2017، بدعوة من رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني.
الفجر: ما الذي يحدث في الحزب الحاكم نداء تونس بعد تعدد القرارات واللقاءات وظهور طرفين مختلفين؟ حافظ قايد السبسي: أولا وقبل كل شيء، نهنئ الجزائر حكومة وشعبا بذكر اندلاع الثورة التحريرية المجيدة المصادفة للفاتح نوفمبر، وهي الثورة التي تعنينا ايضا ونعتز بها ونفتخر بها. أما بخصوص الذي يحدث في نداء تونس، فهو أمر غير عادي، على اعتبار أن المؤتمر التأسيس المنعقد في سوسة، جاء لتثبيت القواعد وتحديد المسؤوليات، وذلك من أجل رد الاعتبار للأشخاص الذين قدموا مجهودات لنداء تونس، وساهموا بشكل كبير في نجاح الحزب خلال متلف المراحل والاستحقاقات الانتخابية والتي أوصلت رئيس الحزب الباجي قايد السبسي إلى رئاسة الجمهورية التونسية. لقد اتفق الجميع على أن مؤتمر سوسة هو المؤتمر التأسيسي والتوافقي، والكل كان راض بالمؤتمر ونتائجه. إذن ما الذي حدث حتى ظهرت تشنجات واختلافات قد تعصف بالحزب الحاكم؟ ما يحدث أن بعض القيادات تريد التموقع بشكل أكبر وتطالب بمواقع مسؤولية بأجندات معينة، لذا أرى أن الأمر يتعلق بغايات شخصية ضيقة، في وقت تعيش فيه البلاد وضعا صعبا على جميع المستويات، يستدعي تجاوز المصالح الشخصية وتغليب المصلحة الوطنية بتكاتف الجميع، وأكرر أن مؤتمر سوسة شرعي. هل كانت هناك محاولات من طرفكم للتقرب من ”الغاضبين” للم الشمل؟ بصفتي المدير التنفيذي لحزب نداء تونس، أيادي مفتوحة أمام الجميع، وأهلا وسهلا بالجميع، لأننا نسعى للم الشمل وتقوية صفوفنا من أجل مصلحة تونس، لكن لا يجب تجاهل نتائج المؤتمر الأول أو الدوس عليها، لأن القواعد ساندت وتساند مؤتمر سوسة ونتائجه. هل يمكن القول أن الحزب الحاكم نداء تونس مهدد بالانشقاق مرة أخرى؟ لا أبدا، نداء تونس قوي برجاله ونسائه بمسؤوليه وقواعده ومناضليه، بدليل أن الكتلة البرلمانية موحدة ولم تشهد تقديم استقالة أي نائب، فالمنشقون أو الغاضبون هم مجموعة صغيرة وقلة قليلة، والتي لن تمنع نداء تونس من مواصلة مهامه وهي تجاوز الظرف الصعب الذي تعيشه البلاد، من خلال مساندة حكومة يوسف الشاهد، وتسهيل مهمتها. أشرتم إلى أن الوضع في تونس صعب، كيف ترون الخروج منه؟ الوضع في تونس حقيقة صعب يتطلب أدوارا كبيرة من طرف الجميع، أحزاب سياسية ومجتمع مدني ونقابات، فحكومة يوسف الشاهد نرى أنها المنعرج، فإذا أخفقت فالفوضى هي مصير البلاد، لكن نرى أن حكومة الشاهد قادرة على رفع التحدي وستقوم بالمطلوب بتعاون الجميع، فهي ما زالت جديدة وهي تعمل في الاتجاه الصحيح لإخراج البلاد من الأزمة التي تعاني منها على جميع المستويات. كيف تقيمون دور النهضة في المشهد التونسي؟ حركة النهضة هي ككل الأحزاب السياسية مدعوة لمساندة حكومة الشاهد، ولعب الدور المنوط بها، فالسقف إذا سقط فيسقط على الجميع دون استثناء. حركة النهضة وحزب نداء تونس في توافق وتعايش في الحكومة لإخراج تونس من الأزمة، فليس هناك وضعيات خاصة، كلنا لنا هدف مشترك. ما قراءتكم لقرار فرض ضريبة على المركبات الجزائرية ب30 دينار تونسي؟ الضريبة ليست مفروضة على الإخوة الجزائريين، وإنما كانت على الجميع بمن فيهم التونسيون المغتربين القادمين إلى بلدهم تونس، لكن نتفهم رد فعل الإخوة الجزائريين وهي الحقيقة لأنهم يزورون تونس بشكل كبير وهم في المرتبة الأولى بالنسبة للسياح الأجانب، وقد ساهموا بشكل واضح في إنقاذ السياحة التونسية، وذلك ليس غريبا على الأشقاء الجزائريين الذين عرفوا بقوة تضامنهم مع إخوانهم التونسيين. وأظن أنه سيتم مراجعة الضريبة وإعادة النظر في القرار. كيف تقيمون العلاقات الجزائريةالتونسية؟ العلاقات بين الجزائروتونس تاريخية وقوية جدا، علاقة دم متبادل، واسألوا عما حدث في ساقية سيدي يوسف، نحن نرى أن العلاقات بين البلدين اكبر من أي حديث، لذا نحن في نداء تونس نشدد على ضرورة العمل والسعي لترقية هذه العلاقات في المجال الاقتصادي وتطويرها إلى مستوى العلاقات السياسية والامنية القوية، لان الاقتصاد اهم هدف بعد الامن والاستقرار. ألا ترون أن الحديث عن قاعدة عسكرية أمريكية في تونس في هذا التوقيت تقف وراءه جهات عن قصد؟ نعم بكل تأكيد. هناك أطراف وجهات لا يروق لها ولا يساعدها التقارب الحاصل بين الجزائروتونس، هذه الأطراف تهوى السباحة في المياه العكرة، وهدفها ضرب العلاقات القوية بين البلدين، لكن نحن في نداء تونس نتجاهل مثل هذه الامور ونواصل السير إلى الأمام، فالعلاقات بين الجزائروتونس ضاربة في عمق التاريخ، واكبر من مثل هذه المكائد. وماذا عن الوضع في ليبيا؟ موضوع ليبيا يهم الليبيين، فهم وحدهم من يجب عليهم إيجاد الحلول والتوافق من أجل استقرار بلدهم وتجنيب الليبيين الفوضى ومزيدا من المعاناة. يجب على كل طرف التنازل وعدم التصلب من أجل مستقبل ليبيا والليبيين. نحن نسعى ونعمل في هذا الاتجاه من خلال جمع الليبيين على طاولات الحوار والمناقشة في بلدهم تونس، لكن نرفض التدخل في وضعهم الداخلي، فنحن مع رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول. بلغ مسامعنا أن هناك زيارة مرتقبة تقودكم إلى الجزائر، ما مدى صحة الخبر؟ نعم. لقد جمعني لقاء مطول مع رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني في تونس، وقد دعاني لزيارة الجزائر والحزب، ونحن نحضر للزيارة التي من المقرر أن تكون في شهر جانفي 2017، حيث نسعى لمقابلة مسؤولي الأفالان وعدد من المسؤولين الحكوميين والسياسيين ورجال الأعمال. وإنه لشرف كبير أن أحظى بمقابلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي له اعتبار خاص عندنا.