سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فورين بوليسي: لن يصبح للدولة الفلسطينية وجود في عهد ترامب دعم غالبية اليهود لكلينتون يجعلهم عاجزين عن حمل ترامب على اتخاذ نفس مواقف اليمين المتطرف الإسرائيلي
سلّطت مجلة ”فورين بوليسي” الأمريكية في مقال تحليلي نشرته على موقعها الإلكتروني، يوم أمس، الضوء على تصريحات رئيس كتلة ”البيت اليهودي” اليمينية المتطرفة ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت (44 عاما) المثيرة للجدل، والتي قال فيها إنه لن يصبح للدولة الفلسطينية وجود في عهد ترامب. وقبل الخوض في تصريحات ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، لفتت الصحيفة إلى مقترح كان قد تقدم به مركز التقدم الأمريكي في عام 2007 يقضي بإعادة ضبط سياسة واشنطن إزاء الشرق الأوسط لاستعادة الدور الأمريكي في المنطقة، وإلى الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى موسكو عام 2009، للقاء نظيره الروسي دميتري مدفيديف، وإعطاء زخما للعلاقات الثنائية التي تدهورت إلى حد كبير في عهد سلفه، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين موسكووواشنطن. وقالت فورين بوليسي إنّ رئيس كتلة ”البيت اليهودي ” اليمينية المتطرفة (معارض قوي لإقامة دولة فلسطينية)، يأمل اليوم في أن يهدف انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، إلى إعادة ضبط السياسات في منطقة الشرق الأوسط. وقال بينيت، يوم الاثنين، أمام أعضاء رابطة الصحافة الأجنبية في القدسالمحتلة إن انتخاب ترامب يتيح لإسرائيل فرصة لإعادة صياغة سياساتها في الشرق الأوسط ”علينا أن نغتنمها والسعي لتجسيدها”. مضيفا أنه حان الوقت لأن يوصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإدارة الأمريكية والعالم ما يريده ويضغط من أجل تحقيقه. ولم يوضح بينيت نمط ومغزى إعادة صياغة السياسة الإسرائيلية في المنطقة، لكن تقول الصحيفة سبق لبينيت، الذي يتزعم كتلة ”البيت اليهودي ” اليمينية المتطرفة أن هدد استقرار الائتلاف الذي يتزعمه رئيس وزراء الاحتلال الحالي بنيامين نتانياهو، عندما قرّر بنيت أنّ نتانياهو ليس محافظا بما يكفي. كما دعا نفتالي بينيت إلى ضم الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان، وحضّ اليهود على ”التضحية بالنفس” من أجل ضم الضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية، معتبرا أنه ليس من حق الحكومة ولا من حق جهاز القضاء في إسرائيل تقسيم ما أسماه ”أرض إسرائيل”.وفور إعلان فوز ترامب في الانتخابات، أعلن بينيت أنّ” فوز ترامب يشكل فرصة سانحة لإسرائيل كي تتخلى عن فكرة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية لأنّ عصر دولة فلسطينية قد انتهى”. ونوهت الصحيفة إلى أنّ رغبات رئيس كتلة ”البيت اليهودي” اليمينية المتطرفة، لا تتطباق مع رغبات اليهود الأمريكان. واستدلت بمحتوى مقال يرجع تاريخه إلى مارس الماضي ورد فيه أنّ 17 بالمائة فقط من اليهود الأمريكيين يشعرون بأن بناء مزيد من المستوطنات من شأنه تعزيز الأمن الإسرائيلي، في حين ترى نسبة 44 في المائة انّ الاستيطان يضر بعملية السلام. كما لمحت إلى دراسة أنجزها مركز بيو للدراسات، عام 2013، (مركز أبحاث غير حزبي، يقوم بإجراء استفتاءات للرأي العام ودراسات ديموغرافية وتحليلات إعلامية وغيرها من الأبحاث العلمية الاجتماعية التجريبية) ورد فيها أنّ 38 بالمائة من اليهود الأمريكيين يعتقدون بأنّ الحكومة الإسرائيلية تبذل جهودا حقيقية لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. لكن دعم غالبية اليهود لهيلارى كلينتون في الانتخابات، يجعلهم عاجزين عن دفع ترامب لاتخاذ نفس مواقف اليمين المتطرف الإسرائيلي. كما أظهر استطلاع للرأي أنجز في فبراير الماضي أن 62 في المائة من الأمريكيين يبدون تعاطفا أكبر مع الإسرائيليين مقارنة بالفلسطينيين (الجمهوريون أكثر تعاطفا مع الاحتلال من الديمقراطيين). وعندما يتعلق الأمر بإقامة دولة فلسطينية، التي تؤيدها فئة كبيرة من الأمريكيين، تجد الفكرة صداً ومعارضة شديدين من اليهود الأمريكيين الذين يرفضون أي سياسة لواشنطن في الشرق الأوسط تتضمن دولة فلسطينية.