يعقد وزير الخارجية الامريكي جون كيري الجمعة يوما ثانيا من المحادثات من اجل احياء عملية السلام في الشرق الأوسط حيث بدا في عمان لقاء مع الرئيس محمود عباس بعد محادثات مكثفة في القدس.و قضى كيري، الذي يحاول كسر جمود طال امده في مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، ما يقارب أربع ساعات في فندق القدس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لسماع وجهة نظره بشأن عملية السلام.وسار موكبه بالسيارة قرابة ساعتين عبر الضفة الغربية في طريق العودة الى عمان، حيث سيتناول الغداء مع عباس، مع احتمال اجراء مزيد من الرحلات المكوكية بين الجانبين خلال اليومين المقبلين.والتزم المسؤولون الصمت حول اجتماع كيري مع نتانياهو والذي عقد خلال عشاء عمل في احد الفنادق الفاخرة في القدس.وقال مسؤول اميركي، فضل عدم الكشف عن اسمه، ان كيري "كرر التزامه القوي والمستمر للعمل مع جميع الأطراف لتحقيق حل الدولتين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن" واصفا الاجتماع بانه "بناء".ويعتبر كيري تحقيق السلام في الشرق الأوسط أولوية. وقد زار السيناتور المخضرم والمرشح الرئاسي السابق الذي تولى منصبه في فيفري الماضي المنطقة خمس مرات منذ ذلك الحين.وقلل مسؤولون أميركيون من اهمية الآمال بتحقيق اختراق الا ان كيري عبر عن امله باحراز تقدم قبل سبتمبر محذرا من امكانية حشد عباس الرأي العام الدولي ضد اسرائيل في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة.وهدف كيري المباشر الآن ليس ايجاد تسوية للنزاع بقدر ما هو استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين والمتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات.ويريد الفلسطينيون، بعد فشل الجولة الأخيرة، وقف الاستيطان بشكل تام والاشارة الى حدود ما قبل احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية في جوان 1967، كشرط للعودة الى المفاوضات.وتدعو اسرائيل للعودة الى المفاوضات المباشرة دون "شروط مسبقة" في اشارة الى هذه الشروط التي ترفضها.وقبل يوم واحد من زيارة كيري منحت لجنة تخطيط اسرائيلية تابعة لبلدية القدس الاربعاء موافقة نهائية على بناء 69 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة هار حوما (جبل ابو غنيم) في القدس الشرقية المحتلة.ولم تبدي الولاياتالمتحدة رد فعل واضح على هذه الخطوة، فيما انتقدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي غض الولاياتالمتحدة الطرف عن التصريحات والاجراءات الاسرائيلية.وقالت عشراوي لفرانس برس ان "اسرائيل تبعث برسالة وراء رسالة الى كيري مفادها ان الاستيطان هو ردها على كل مبادرة سلام".واضافت "بعد ذلك يتم القاء اللوم على الفلسطينيين لعدم عودتهم للمفاوضات".ويقول مسؤولون امريكيون انهم يريدون بناء اساس متين لمحادثات السلام بحيث لا تكون اي مفاوضات جديدة رمزية فقط بل تشكل فرصة حقيقية للمضي نحو تسوية نهائية.وتطرقت بعض المقترحات الى احتمال اطلاق سراح فلسطينيين محتجزين منذ ما قبل اتفاق اوسلو عام 1993، مما يعد بادرة حسن نية تمنح الرئيس عباس مزيدا من هامش للتحرك.والمقترح الآخر هو اتفاق رسمي من اسرائيل بعدم اعلان بناء مستوطنات جديدة دون ان تعلن الدولة العربية صراحة تجميد بناء المستوطنات، وهي خطوة قد لا تتقبلها حكومة نتانياهو اليمينية المتشددة.واتسمت علاقة نتانياهو بالرئيس الاميركي باراك اوباما في التوتر خلال ولايته الرئاسية الاولى بسبب الضغوط لتحقيق السلام. وخرج نتانياهو من انتخابات جانفي مع حكومة اكثر تشددا ازاء السلام.واعتبر شريكه في الائتلاف نفتالي بينيت الذي يرأس حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف، ان القضية الفلسطينية مسالة ستعاني منها اسرائيل دائما.واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة ان غالبية كبرى من الاسرائيليين تؤيد استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين لكنها متشائمة ازاء فرص ان تؤدي الى اتفاق سلام.وافاد الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "اسرائيل هايوم" المؤيدة للحكومة ان 56,9% من الاسرائيليين يؤيدون استئناف المحادثات التي يحاول كيري اعادة اطلاقها.