رفض وزير الخارجية رمضان لعمامرة، اعتراض المغرب على عضوية الجمهورية الصحراوية الغربية في الاتحاد الإفريقي، ووصفها بأنها عضو مؤسس فيه، مرحبا، في الوقت نفسه، بانضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بصفته العضو 55 بالتساوي في الحقوق والواجبات مع كل الدول الأخرى. قال لعمامرة، أول أمس، في مؤتمره الصحافي في الدوحة، اختتاما لجولة خليجية قادته إلى دولة الإمارات والبحرين، إن الجزائر تريد علاقات طبيعية مع المغرب، وتتطور نحو الأحسن، والجزائر لم تبادر يوما لربط موضوع العلاقات الثنائية مع موضوع خارجي، مضيفا أن المغرب دولة شقيقة وصديقة، وهناك مواقف مختلفة بين البلدين، والجزائر تلتزم رأي الأممالمتحدة، في ما يتعلق باستكمال إنهاء الاستعمار، والمستقبل لا بد أن يكون قائماً على احترام المبادئ، وعدم تطبيق منطق موازين القوى. من جهته، رفض الاتحاد الإفريقي الاستجابة للطلب المغربي بإقصاء الجمهورية الصحراوية من القمة العربية الإفريقية، مما أدى إلى انسحاب وفد الرباط والسعودية والإمارات والبحرين، من المشاركة في القمة العربية الإفريقية بغينيا الإستوائية. وانطلقت، أمس، في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية القمة العربية الإفريقية الرابعة تحت شعار ”جميعا من أجل التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي”، بمشاركة عدد من الملوك والرؤساء العرب والأفارقة وكبار المسؤولين لأكثر من 50 دولة، في حين فضلت المغرب والسعودية والإمارات والبحرين، الانسحاب من المشاركة في القمة لإصرار الاتحاد الإفريقي على مشاركة وفد الصحراء الغربية في القمة. وشارك وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل في أشغال القمة الإفريقية-العربية الرابعة، حيث تطرقت المحادثات إلى السبل والوسائل الكفيلة بتعميق إطار هذا التعاون في ظرف تسعى فيه إفريقيا والعالم العربي إلى رفع التحديات المشتركة التي يواجهونها. وفي هذا الشأن، يرى المحلل والخبير الأمني أحمد ميزاب، أن هذه القمة ينتظر منها أن تترجم جملة من القرارات والاتفاقات التي أقرت في لقاءات سابقة على أرض الواقع، من خلال وضع آليات لتطبيقها وتنفيذها. ويعتقد الدكتور أحمد ميزاب بأن الجزائر ومن خلال وزنها الإفريقي ووجودها في الساحة العربية وكذلك إدراكا من ديبلوماسياتها لحجم التحديات والرهانات التي تفرض نفسها في إطار التشارك العربي والإفريقي ستوظف أوراقها دبلوماسيتها النشطة، من أجل أن تتوج هذه القمة بقرارات إيجابية وعملية لمجابهة التحديات التي تأخذ الصبغة الاستعجالية مع وضع تصورات ومخططات إلى مرحلة قادمة في مخطط عمل يكون متوسط وبعيد المدى، مؤكدا أن الورقة الجزائرية تكون فاعلة في هذه القمة الرابعة. وستعكف هذه القمة على تقييم التقدم المسجل في تجسيد مخطط العمل المصادق عليه خلال القمة الثالثة التي جرت بالكويت في سنة 2013، كما ستتطرق المحادثات إلى السبل والوسائل الكفيلة بتعميق إطار هذا التعاون في ظرف تسعى فيه إفريقيا والعالم العربي إلى رفع التحديات المشتركة التي يواجهونها. وأضاف ذات المصدر أن تنظيم الدورة الرابعة للقمة دليل على الإرادة المعلنة من قبل الدول الإفريقية والعربية من أجل إعطاء دفع جديد لهذا الإطار من التعاون الذي تم تبني مبادئه الأساسية خلال قمة الجامعة العربية التي عقدت بالجزائر في نوفمبر 1973. ويشرف على رئاسة هذه القمة الرئيسان الحاليان للاتحاد الإفريقي والجامعة العربية على التوالي الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.