أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، استقالته بعد الهزيمة الثقيلة التي منيت بها إصلاحات دستورية دعت إليها حكومته في استفتاء نظم يوم الأحد بكامل أنحاء البلاد. وتحد تلك الإصلاحات من دور مجلس الشيوخ وصلاحيات السلطات المحلية، وهي إجراءات زعمت الحكومة بأنها ستحقق الاستقرار السياسي في البلاد. لكن هذا استفتاء أطاح برئيس الوزراء الإيطالي الذي تعهد بالاستقالة إذا خسر الاستفتاء. وقال رينزي في كلمة ألقاها فجر أمس إنه ”يتحمل مسؤولية نتائج هذا الاستفتاء”، مضيفا أنه سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء (أمس) ثم سيتوجه إلى رئيس البلاد ليقدم له استقالة حكومته. وبعد رفض الإيطاليين للإصلاحات الدستورية التي تقدمت بها الحكومة، سيدعو حزب ”خمسة نجوم” على الأرجح إلى انتخابات مبكرة. لكن يتوقع ألا يحل الرئيس سيرجيو ماتاريلا البرلمان قبل تعديل القانون المتعلق بانتخاب النواب. وكانت كل استطلاعات الرأي تقريبا في الشهرين الأخيرين تنبأت بأن رينزي الذي تراجعت شعبيته بشكل كبير سيهزم في الاستفتاء. ويتوقع مراقبون أن يدخل التصويت إيطاليا في حالة من عدم الاستقرار السياسي قد تمكن اليمين الرافض للاتحاد الأوروبي من الوصول إلى سدة الحكم. وقد حصلت ”لا” على ما بين 54 و58 في المائة من نسبة الأصوات، فيما حصلت ”نعم” على ما بين 42 إلى 46 في المائة. وقاد حملة التصويت ب ”لا” في الاستفتاء ”حركة النجوم الخمسة” وهي حركة متمردة على الوضع السياسي العام ورافضة للسياسات المحلية، ويتزعمها بببي غريلو. وتطالب الحركة بتنظيم استفتاء بشأن التزام إيطاليا باستخدام اليورو. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر حثّوا الإيطاليين على التصويت للإصلاحات، لتفادي صدمة أخرى على غرار ”البريكسيت” التي أدت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأطاحت برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقبل ظهور النتائج، أثار الغموض السياسي في إيطاليا قلقا في أوروبا وفي أسواق المال التي تخشى بعد صدمة قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي وصعود الحركات الشعبوية، مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في ثالث اقتصاد في منطقة اليورو. فإذا كان البريكسيت البريطاني قد زعزع الاتحاد الأوروبي، فإنه ينتظر أن يزلزل البريكسيت الإيطالي الاتحاد لأن إيطاليا عضو مؤسس للاتحاد الأوروبي ولعملته المحددة اليورو، وكل أزمة تصيبها ستنعكس حتما على الاتحاد.