تفجرت الأزمة الداخلية للأفافاس وخرجت إلى العلن رغم نفي القيادة وجود أي تململ من شأنه التاثير على سير الحزب، خاصة وأن التشريعيات على ألأبواب، حيث لم ينج الحزب التاريخي المعارض ”الأفافاس” من ”التخلاط”، والصدام كانت آخر بوادره بعد استقالة أحمد بطاطاش، بالرغم من أن التشكيلة تعرف حالة من الاستقرار والثبات منذ إشراف الزعيم الروحي للحزب المرحوم ”الدا حسين” على التشكيلة، حتى لما كان عن بعد وهو في منفاه الاختياري بسويسرا خلال آخر سنوات حياته. ولعل استقالة السكرتير الأول الأسبق للأفافاس والبرلماني أحمد بطاطاش من صفوف الحزب في خطوة مفاجئة لم تكن في الحسبان، غذى الكثير من التأويلات، مست طريقة تسيير الحزب وقراراته، في وقت أرجعها البعض إلى إقبال الحزب على الاستحقاقات القادمة وغياب قيادة إجماع بعد أن رحل الزعيم الدا الحسين منذ أكثر من سنة، حيث أوضح المحلل السياسي عبد الرحمان بن شريط، في حديث مع ”الفجر”، أن حزب الأفافاس بفقدانه لزعيمه الروحي المرحوم ”الدا حسين” الذي ظل يسير الحزب لمدة طويلة، لم يعد يعرف استقرارا، حيث أشار أن هذا الزعيم اعتاد على اتخاذ قرارات تاريخية تلقى إجماعا لدى القيادة والقاعدة. كما لفت محدثنا النظر إلى انعدام وجود تكوين لإطارات الحزب اليوم، والذي يسمح له بالخوض ومواجهة ملفات معقدة مرتبطة خاصة بمنطقة القبائل، التي تبحث عن انفصال بإيعاز من رئيس حركة ”الماك” مهني من وراء البحار، ما سمح - يضيف بن شريط - بظهور تيار متشدد داخل هذا الحزب إلى جانب تيار يرغب في التودد والتقرب من السلطة، ما أربك القيادة قي اتخاد مواقفها. وعاد بن شريط، للحديث عن المشاكل التي يعاني منها الحزب، ل سيما استقالة بطاطاش مؤخرا، وإقصاء مناضلين على غرار إبعاد عضو الهيئة الرئاسية رشيد حاليت من صفوف الحزب بقرار اتخذته لجنة الانضباط، وهو ما يؤكد حالة عدم الاستقرار التي تفتك بالحزب، باعتبارها عائقا لم يسمح له بالمساهمة في الحياة السياسية. وفي رده على سؤال هل يكون قرار المشاركة في التشريعيات وراء تفجير الأزمة الداخلية، شدد الأستاذ الجامعي في العلوم السياسية على أن قرار المشاركة لم يلق إجماعا، وهو ما يطرح إشكالية كبيرة حول كيفية التعامل مع السلطة، لا سيما وأن الحزب المعارض أمام خيار الاستمرار في نهجه كمعارض إلى الأبد بعيدا عن الانخراط مع السلطة، مشيرا إلى أن هذه المسألة خلقت تململا داخل القيادة نتيجة اختلاف في الرؤى، وهو ما دفع برجل بحجم ووزن بطاطاش في الحزب إلى الاستقالة، ليخلص في آخر تصريحه إلى التساؤل كيف يوافق الأفافاس المحسوب على المعارضة بتقارب مع السلطة وبإجماع كل المناضلين؟