تحدث عن انحراف جبهة القوى الاشتراكية عن خط المعارضة فتح كريم طابو، الأمين العام السابق لجبهة القوى الاشتراكية، النار على القيادة الحالية للحزب التي يسيرها علي العسكري، متهما إياها بالعمل باتجاه التطبيع مع السلطة والخروج عن الخط السياسي للحزب المعروف بمعارضته الشديدة والعمل باتجاه إرساء مبادئ الديمقراطية في البلاد. ووصف كريم طابو الذي تمكن من افتكاك مقعد بالبرلمان الجديد في التشريعيات الأخيرة، القيادة الحالية بشتى الأوصاف واتهمها بأنها حولت الأفافاس إلى حزب قابل ل«التدجين» و«الاحتواء»، على حد تعبيره. كريم طابو الذي كان يتحدث في حوار أجراه مع الموقع الإلكتروني «كل شيء عن الجزائر» ونشر أمس، قال إن «الأمانة العامة لجبهة القوى الاشتراكية تحاول اختصار الأزمة التي يشهدها الأفافاس في مشاكل تنظيمية وعدم رضا بسيط لمناضليه على خلفية تشكيل القوائم الانتخابية للمشاركة في التشريعيات الماضية»، معقبا «لكن الحقيقة تختلف تماما»، حسب كريم طابو الذي أوضح أن المسالة مرتبطة بكون قيادة الحزب «تحاول إضعاف مناضليها من خلال استعمال رسائل الزعيم الروحي للحزب حسين آيت أحمد كسلاح لإيقاف النقاش وتغيير الخط السياسي للحزب». وأضاف المتحدث «أن مناضلي الحزب يشعرون بالصدمة وأنهم أعتدي عليهم من قبل الممارسات التي وصفها بالتعسفية لقيادة الحزب»، مشيرا إلى أن هذا يحصل على مرأى ومسمع من المناضلين الذين هم على دراية تامة بأن «الحزب ينحرف من حزب معارض يناضل من أجل التغيير الديمقراطي والسلمي، نحو حزب يتكيف ويتشكل في رواق السلطة ويدخل مسار التطبيع معها»، على حد تعبيره. واستغرب سلف العسكري، تصرف القيادة الحالية للأفافاس عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية الماضية وأشار بالقول «كان من المفروض على القيادة الحالية التنديد بالممارسات التي شهدتها الحملة الانتخابية والحفاظ على استقلاليتها في أخذ القرارات وطمأنة المناضلين بضرورة المقاومة ضد الانقلابات»، لكنها راحت أي قيادة الحزب تقدم التهاني للفائزين بنتائج الانتخابات بعد تثبيتها من قبل المجلس الدستوري.وأفاد طابو «أن مناضلين في ولاية بربوعريريج يعيشون الخزي والفضيحة بعدما تحصل الحزب على مقعدين في البرلمان لم تكن لصالحه ولا يستحقهما». وأضاف «الأفافاس تقلص إلى حزب يقبل الاحتواء والتدجين». وأكد كريم طابو أن في الأفافاس «مؤسسة للإقصاء والتحويل من الداخل بهدف تفريغ الحزب من الأفكار المتشددة والمعارضة للنظام» وقال القيادة الحالية «تقود الحزب نحو التطبيع مع السلطة وترويضه بهدف المشاركة في التوازن الداخلي للسلطة»، مشيرا إلى أن طاقم علي العسكري «يريد تقديم مؤشرات للسلطة لإفهامها بأن الخطة تعمل بشكل جيد والخطوات نفذت بالشكل المرسوم»، كما قال. وهذا يعني حسب طابو أن «كل شيء يحدث بعيدا عن النقاش الديمقراطي الداخلي للحزب، رغم أن القرارات التنظيمية تظهر أن المجلس الوطني هو الهيئة الوحيدة المخول لها إعداد الخط السياسي للحزب». وعن المسؤول عن الوضع الحالي للحزب، أوضح طابو أن القيادة الحالية للأفافاس لابد أن تتحمل مسؤوليتها أمام الرأي العام. أما فيما يخص موقف حسين آيت أحمد باعتباره الزعيم الروحي لجبهة القوى الاشتراكية مما يحدث داخل الحزب، قال طابو إن «آيت أحمد يحظى باحترام من قبل الرأي العام ومن قبل مناضلي الحزب والتقارير التي يتم إرسالها له حول تسيير الحزب ومجريات كل العمليات غير كاملة لأنها لا تقدم من قبل مؤسسات مخولة بذلك، والمجلس الوطني هو المؤطر الوحيد الذي يمكن أن يعد تقييماته وتقديمها لرئيس الحزب». وأشار طابو إلى أن القيادة الحالية كان من المفترض أن تعقد مجلسها الوطني عقب الانتخابات التشريعية، لكن المجلس الوطني لم يستدع أبدا، مقابل تأكيد القاعدة النضالية على عقد دورة استثنائية من اجل «تقييم تسيير الحزب منذ مدة ووضع تحت الضوء كل التجاوزات المسجلة داخله والتي تشكل قلقا على مستوى القاعدة».