* البحث عن تشكيل جبهة جديدة للمعارضة بعيدا عن وعاء هيئة التشاور مع اقتراب حسم طلائع الحريات بقيادة زعيمه علي بن فليس، موقفه من التشريعيات المقبلة غداة عقده لاجتماع اللجنة المركزية المقررة جانفي الداخل، ازداد ”السوسبانس” وكثرت التأويلات والتعليقات، وتغلغلت في نفوس المعارضين الذين أعلنوا المشاركة في الاستحقاقات المقبلة، في وقت لا يزال المقاطعون يحلمون بتشكيل ”جبهة جديدة” تكون تحت عنوان ”أوفياء أرضية مزفران” والتي لن تتشكل وتكتمل من دون لحاق حزب الطلائع بالركب، نظرا لوزنه الثقيل على الساحة، وإنقاذ ما تبقى من المعارضة، وبعث الأمل من جديد في المتمسكين بأرضية مزفران ، ولم شمل الأوفياء وإحياء أرضية الانتقال الديمقراطي.
جيل جديد: ننتظر القوة ”الطلائعية” لتغيير الخارطة السياسية وإذا كانت جل الأحزاب الإسلامية المنضوية تحت لواء تنسيقية الحريات وهيئة التشاور سارعت إلى إعلان مشاركتها في التشريعات منذ بداية حمى السباق نحو مبنى زيغود يوسف، فإن تردد أو تأخر رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس في الفصل في قراره وإرجاء ذلك في أكثر من مرة، أعطى الكثير من القراءات، والتي قد تصب في خانة رفضه المشاركة بشروط أملاها قانون الانتخابات وتحت إشراف هيئة عليا مُعين أعضاؤها، فإن الشخصيات السياسية والحزب الذي أعلن عن مقاطعته للتشريعيات ويتعلق الأمر بجيل جديد ينتظر قرار بن فليس بفارغ الصبر، حيث أكد القيادي إسماعيل سعيداني أن كل تصريحات بن فليس توحي بمقاطعته للتشريعيات، وإن حصل ذلك فسيكون قد قلب الطاولة على أعضاء هيئة التشاور الذين هرولوا للمشاركة في التشريعيات بحثا عن امتيازات دخول قصر البرلمان. وأشار سعيداني في حديث مع ”الفجر” إلى أن حزب الطلائع وما له من دور ووزن ثقيل على الساحة السياسية من شأنه أن يؤثر على الخريطة، مشيرا إلى أن حزبه ينتظر قرار بن فليس لعقد لقاء معه وبحث تداعيات قرار المقاطعة، خاصة دراسة محاولة تشكيل جبهة جديدة من المعارضين، بروح ”مزفران” لكن بآليات جديدة بعيدة عن هيئة التشاور والمتابعة وتنسيقية الحريات. ويعتقد جيل جديد أن بن فليس يسير في فلك عكس زملائه في حمس أو النهضة أو الإصلاح، وحتى الحزب المعارض العتيد الأفافاس، إلى جانب الأرسيدي الذي قاطع التشريعيات الفارطة. ولم يخف ممثل جيل جديد أن حزبه شرع في لقاءات مع شخصيات سياسية وتاريخية ونخبة من المجتمع المدني وممثلي حقوق الإنسان من أجل بلورة الفكرة الجديدة، في انتظار طبعا القرار التاريخي لعلي بن فليس، لترتيب لقاء معه وبحث القضية التي تخص مستقبل المعارضة والشعب الجزائري - حسب قوله - وعبر الحزب عن مخاوفه من أن يتجه رئيس الحكومة الأسبق إلى اختيار طريق زملائه في الهيئة، وقال إنه وفي تلك الحالة ”سيكون هو الخاسر الأكبر وستعتبر خرجته ضربة بالنسبة إلينا ولكل الحالمين في تشكيل معارضة جدية وجديدة. خبابة: ”جبهة جديدة بروح مزفران بعيدا عن الوعاء القديم من جهته عبر عمار خبابة الناشط السياسي وأحد ركائز ”مزفران 1” المنعقد في 2014 عن أمله الكبير في أن يختار بن فليس طريق المقاطعة من أجل الحفاظ والتمسك بأرضية ”مزفران”، معتبرا أن النضال متواصل في هذا الإطار، خاصة بعد أن تم تخييبنا من قبل كل الأحزاب التي سارعت إلى الانخراط في مسعى المشاركة وضربت بميثاق ”مزفران” عرض الحائط. وشدد خبابة ل”الفجر” على أن الأمر كله يتعلق بعلي بن فليس في حال رفضه الانخراط في السباق نحو شارع زيغود يوسف، فإنه من المحتمل جدا أن تتشكل جبهة جديدة للمعارضة بعيدا عن هيئة التشاور، مشيرا إلى وجود حراك في هذا الاتجاه بين شخصيات معارضة في البلاد للحفاظ على روح ”مزفران” والمطالبة بالحريات والانتقال الديمقراطي السلس عن طريق آليات حكومة وحدة وطنية، تشكيل هيئة للإشراف على الانتخابات، دستور توافقي، ثم الشروع في حوار مجتمعي ومسار انتخابي وفق المؤسسات التي تنص عليه. وإن حدث وقاطع بن فليس التشريعيات فإن أوفياء أرضية ”مزفران” الذين يسعون بعيدا عن الأضواء إلى تشكيل جبهة جديدة تحمل آمال أوفياء أرضية الانتقال الديمقراطي يمنون أنفسهم باقتراب إنهاء حالة الانسداد السياسي الذي خيّم على الملتفين حول أرضية ”مزفران”، خاصة بعد التململ والصدامات التي ظهرت مع اقتراب الاستحقاقات القادمة، لا سيما وأن حزب طلائع الحريات لم يقرر مباشرة المشاركة أو المقاطعة بشكل رسمي، كما أن بقاءه بشكل منفرد في هيئة التشاور يقودنا للتساؤل: هل يقاطع التشريعيات ويشكل هو وجيل جديد وشخصيات وطنية من أوفياء ”مزفران” جبهة مقاطعة، أم أنه سيخضع لضغط قواعده ويخسر تعاطف هذه الجبهة؟ والإجابة عن هذا التساؤل تكون اللبنة الأولى لتحضير هذه الفئة للرئاسيات القادمة 2019، حسب تأويلات المتتبعين.