كانت سنة 2016 حافلة بالأحداث التي تركت بصمتها على نفسية المواطن الجزائري، وبين التخوف والترقب كانت صفحات الفايسبوك متنفسا الجميع، وكان قانون المالية أكثر شيء سيطر على بال الجزائري هذه السنة لما حمله بين طياته من إجراءات من شأنها أن تغير الكثير من تفاصيل حياته اليومية بسبب ”التقشف”. من جهة أخرى بقي ملف اختطاف الأطفال مفتوحا هذه السنة، حيث تم تسجيل أزيد من 220 حالة، راح ضحيتها 8 أطفال في جرائم القتل العمدي، الأمر الذي دفع السلطات الى استحداث آليات لمكافحة الظاهرة، منها فتح الخط الأخضر ”104” للتبليغ عن أي خطر يمس الطفل في انتظار فتح موقع الكتروني لتعزيز حمايته. في سياق آخر، عرفت حوادث المرور تراجعا ملحوظا غير أنها حصدت أرواح 4 آلاف ضحية منذ بداية السنة ووزارة الداخلية، تحضر لوضع بطاقية وطنية لرخصة السياقة وأخرى لترقيم السيارات وبطاقية للمخالفات من أجل التقليل منها. وفي مبادرة حسنة التفتت وزارة الشؤون الدينية للمعاقين حركيا هذه السنة بفرضها إجبارية إنجاز ممرات خاصة بمداخل المساجد الجديدة، وكذا تجهيز مرحاضين في كل مسجل خاص بهم في انتظار ”التطبيق الفعلي”. ك.ه
تخوف وترقب كبيران حول تداعياته على يوميات المواطن البسيط مشروع قانون المالية 2017 يتربع على عرش اهتمامات الجزائريين أحدثت مواد قانون المالية الجديد المرتقبة حالة استنفار لدى المواطن الجزائري، الذي لم يعد يشغل باله إلا الإجراءات التقشفية الجديدة التي تمس بقدرته الشرائية، والذي حاول بطريقته الخاصة مواكبة هذه التغيرات التي ستطرأ على حياته اليومية، بعد أن فشل نواب الشعب في الدفاع عن حقوقه، والذين اتجهوا بدورهم إلى صفحات فايسبوك للتعبير عن رفضهم لهذا القانون ”المجحف”. لم يجد النواب البرلمانيون من المعارضة وغيرهم من طبقات الشعب البسيطة ملجأ إلا صفحات التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضهم لما أسموه ”سياسة المعارضة الذين لعبوا بدورهم دورا أساسيا تجويع الشعب”، بعد أن تمت المصادقة على مشروع قانون المالية 2017، حيث باتت صفحات فيسبوك ملاذ الجميع هذه الأيام للتعبير على آرائهم الرافضة، حيث خرج صداه من قبة البرلمان، ليناقش علنيا بين طبقات الشعب البسيطة، التي تقاسمت مخاوفها مع نواب في نشر المبادئ التي جاء بها هذا القانون، وكل ما سينجر عنه من تضييقات تمس الطبقة الفقيرة خاصة، وهو ما لقي اهتمام أغلب رواد الموقع الأزرق، حتى لم تبق سيرة متداولة بالقدر الذي تم تداوله بها هذه الأيام. ولم تتوقف الآراء المناهضة لقانون المالية عند نواب الشعب فقط، بل تجاوز صدى هذا الإجراء الجديد ليمس كافة الجمعيات والهيئات المعنية بالدفاع عن حقوق المواطن، وعلى رأسها جمعيات حماية المستهلك والصفحات المعارضة، والتي نشطت بشكل كبير في هذا المجال من خلال عدة وسائط وطرق. كما لم يتوقف العمل المعارض على الجهات والجمعيات الرسمية، بل تجاوزه ليمس باقي الصفحات التي بات يشغلها هذا القانون، من خلال عرض بنوده، والتعليق عليها بطرق تهكمية وبشكل فكاهي، يحمل الكثير من المعاني والأفكار المشفرة التي يتم توجيهها في قالب فكاهي، لتوعية المواطن البسيط بما ينتظره من إجراءات تقشفية تمس جيبه بالدرجة الأولى. إيمان مقدم
بعد فيروس ”نيوكاسل” ولحوم الداند المشبعة بدم الجيفة ”كابري بوكس” يحرم الجزائريين من نكهة عيد الأضحى 2016 أحدث مشكل تعفن لحوم الأضاحي هذا الموسم ضجة كبيرة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وحرم العديد من العائلات من نكهة العيد مع خبر انتشار مرض الجدري الناتج عن فيروس ”كابري بوكس” بين الأغنام. وعزفت الكثير من العائلات عن تناول لحوم أضحيتها كاملة، أين اضطر البعض مكرهين إلى رميها كليا أوجزء منها في القمامة بسبب فسادها في اليوم الثاني من العيد، بعدما تفاجأوا بتغير لون لحم الأضحية نحو الأزرق أو الأخضر المحمر مع نتانة رائحتها، بالرغم من اجتهادهم في حفظها داخل الثلاجة أوالمجمد والتزامهم عملية الذبح والسلخ الشرعية. لتخلف هذه الحادثة الغريبة في مجتمعنا بصمة عار وعلامة تساؤل كبيرة، قدم من خلالها مواطنون شكاوى إلى المصالح الأمنية في اليوم الثالث من العيد، فيما فضل نشطاء نشر صور وفيديوهات لكميات كبيرة من لحوم أضاحيهم تعرضت للتعفن منذ اليوم الثاني من عيد الأضحى عبر موقع الفايسبوك، الأمر الذي دفع بمصالح البيطرة بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري فتح تحقيق لمعرفة أسباب فساد لحوم الأغنام، عن طريق أخذ عينات منها بالمخابر البيطرية، لتسفر النتائج عن تناول المواشي لفيتامينات وأعلاف للتسمين مخصصة للدواجن متكونة من بقايا الأسماك التي تم حضرها رسميا من قبل وزارة الفلاحة. ليحرم هذا الفيروس ونتانة لحوم الأضاحي الجزائريين من نكهة العيد الذي شوهته أيادي تجار أشرار بغية الربح السريع. خباد.إ
الانتقال إلى العقاب بالتنقيط على رخصة السياقة حتمية حوادث المرور تحصد 4 آلاف ضحية عبر الطرقات
^ سجلت مصالح مرور الأمن الوطني على مدار سنة 2016، عددا كبيرا من حوادث المرور التي أصبحت من يوميات الجزائريين، ليكون ما معدله 3 آلاف إلى 4 آلاف شخص ضحية ”إرهاب الطرقات”. أكد مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات احمد نايت الحسين بالجزائر العاصمة، أن هناك تراجعا ”واضحا” في مؤشرات انعدام الأمن عبر الطرقات في الجزائر خلال التسعة أشهر الأخيرة من سنة 2016. وبخصوص التقدم التكنولوجي تحضر وزارة الداخلية والجماعات المحلية لوضع بطاقية وطنية لرخصة السياقة وبطاقية لترقيم السيارات وأخرى للمخالفات”. أوضح أن هذا ”سيمكننا من الانتقال نحو نظام معاقبة على رخصة السياقة بالنقاط والتخلي عن النظام القديم القائم على السحب الفوري لرخصة السياقة”. واعتبر نايت الحسين أن هذا النظام يتيح وضع نظام أوتوماتيكي للعقوبات مع إجراءات مستقلة تماما يضمن مراقبة محاور الطرقات التي تسجل عدد كبير من حوادث المرور في 24 سا. وبخصوص بطاقة الترقيم الإلكترونية أوضح ذات المسؤول أنه سيكون هناك تغيير بالنسبة لمؤشرات الولايات والسنة مع تشفير جديد. ^ سمية كحيلي
بفرضها إجبارية إنجاز ممرات خاصة بمداخل المساجد الجديدة وزارة الشؤون الدينية تلتفت للمعاقين حركيا في انتظار ”التطبيق الفعلي”
^ التفتت وزارة الشؤون الدينية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى على أن إنجاز ممرات خاصة بالمعاقين حركيا عند مداخل كل المساجد الجديدة سيصبح ”إجباريا”، وستلتزم وزارته بالتطبيق ”الفعلي” لهذا الإجراء، مشددا على أنه ستكون هناك تدابير ردعية ضد المتخاذلين في تطبيقه. كما بسيتم تخصيص دورتين للمياه (مرحاضين) على الأقل بأماكن الوضوء خاصة بالمعاقين بكل المساجد الجديدة، مع العمل على تدارك الأمر بالنسبة للمساجد القديمة. من جهة أخرى، أعلنت الوزارة عن إجراء آخر لفائدة فئة الصم البكم يتمثل في تخصيص مسجد على الأقل في كل دائرة من دوائر البلاد يتم فيه شرح الخطب والدروس بلغة الإشارة. ^ كريمة.ه
مع اعتماد مهن جديدة في المجال الاجتماعي تدابير جديدة للتكفل بالأشخاص المسنين في المنزل
^ تمت المصادقة هذه السنة على مرسوم تنفيذي يحدد ترتيبات وتدابير الإعانة للأشخاص المسنين بالمنزل، والتكفل الخاص بالأشخاص المسنين المحرومين في وضعية تبعية. كما تم اعتماد مهن جديدة في المجال الاجتماعي، حيث تم تدعيم المؤسسات المتخصصة بنوع جديد من الهياكل ومصالح المساعدة المتنقلة الاستعجالية الاجتماعية للتكفل بالأشخاص بدون مأوى إلى جانب مكاتب الوساطة الاجتماعية والعائلية على مستوى المديريات الولائية للنشاط الاجتماعي والتضامن. وتندرج هذه الإنجازات في إطار تنفيذ مختلف الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر والتي تتمحور حول حماية حقوق الإنسان. من جهتها، الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر اعلنت مرافقة الشبان الراغبين في خلق مشاريع أو مؤسسات مصغرة في مجال المساعدة على الحياة اليومية لفائدة المسنين أو المعاقين بالمنزل. حيث يجري حاليا إعداد مشروع الإطار القانوني لتقنين مهنة المساعد في الحياة اليومية بغية تمويل المشاريع المرتبطة بهذا النشاط في إطار الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر. ^ كريمة.ه
2016 سنة مرعبة تربك الأولياء وتهدد استقرار الأبناء 220 حالة اختطاف أطفال تروي واقعا أسود لأطفال الجزائر
^ لم تشهد ظاهرة اختطاف الأطفال في الجزائر المستوى المرعب الذي عرفته خلال سنة 2016، حيث تم تسجيل 220 حالة، راح ضحيتها 8 أطفال في جرائم القتل العمدي، حيث أكد أهل الاختصاص أن 93 بالمائة من أسباب تفشي هذه الجرائم هي أسباب اجتماعية، نفسانية واقتصادية. صنفت الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان الشذوذ الجنسي في المرتبة الأولى للأسباب التي تقف وراء اختطاف الأطفال ب 32 بالمائة من عدد الجرائم، تليها تصفية الحسابات والانتقام بنسبة 15 بالمائة، ثم دواعي الابتزاز والفدية بنسبة 13 بالمائة، يليها حب الانتقام ب 12 بالمائة، ثم الشعوذة والسحر ب11 بالمائة، واستغلال المرضى النفسيين من طرف تجارة الرقية والدجالين ب 10 بالمائة. ومن بين أبرز الحالات التي أدمت القلوب قبل العيون خلال هذه السنة، حادثة قتل الطفلة نهال البالغة من العمر 4 سنوات، والتي هزت الشارع الجزائري شهر جويلية، في مشهد جد قاس لم يزد إلا في إصرار الحقوقيين وهيئات المجتمع المدني في المطالبة بتطبيق الحكم بالإعدام على المجرمين المنفذين لهذه الجرائم الشنيعة. وقد سبقتها حالة الطفل محمد أمين حليمي، الذي عثر عليه ميتا في خزان مائي بولاية سوق أهراس بعد اختطافه ب 14 يوما، وكذا مقتل الطفل نصرالدين تيناكر ببلدية عين فكرون بولاية أم البواقي، بعد أن قامت زوجة عمه بارتكاب هذه الجريمة الشنعاء في حقه. ^ إيمان مقدم
في انتظار فتح موقع إلكتروني لتعزيز حمايته الخط الأخضر ”104” للتبليغ عن أي خطر يمس الطفل
^ عرفت الجزائر تقدما في مجال التشريع القانوني لحماية الطفل، ليدخل حيز الخدمة الخط الاخضر ”104” من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، تفعيلا للمخطط الوطني للإنذار باختفاء واختطاف الاطفال الذي يهدف إلى النجدة للضحية. علما أن الرقم ”104” تم وضعه تحت تصرف المواطنين لتعزيز الخطين ”1548” و”17” لتدعيم الحماية لباقي الفئات الضعيفة، كالمسنين من المصابين بمرض فقدان الذاكرة وذوي الاحتياجات الخاصة الذين هم في خطر معنوي ونفسي. وتجدر الإشارة إلى هذا الانجاز جاء تعزيزا للمخطط الوطني للإنذار باختفاء واختطاف الاطفال. ودعت شبكة ”ندى” إلى المساهمة في تكوين إطارات مختصة في عمليات التبليغ لإيصال المعلومة في وقتها المحدد للتمكن من مجابهة كل المخاطر التي قد تتعرض لها الفئات الهشة في المجتمع. وكشفت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة مريم شرفي، على الآليات الجديدة لحماية الطفل على المستوى الوطني، لتؤكد على فتح خط أخضر لصالح المواطنين في المستقبل القريب لتلقي أي خطر يمس الطفل من جميع النواحي. كما تم تخصيص موقع إلكتروني لتعزيز حماية الطفولة. ونظرا للتغيرات التي تعيشها الجزائر باستقبالها اللاجئين، فإن هناك مشروع قانون خاص باللاجئين يعرف لمساته الأخيرة حماية للطفل اللاجئ. ^ سمية كحيلي
روّج لفن الطبخ كركيزة لصناعة السياحة في سنة 2016 ”الإعلام السياحي” يزيح الهوس السياسي عند الجزائريين
^ تلقت العائلة الإعلامية في غضون عام 2016، عدة دعوات من قبل أخصائيين جزائريين في الفن المطبخي، الذي يعتبر أحد الركائز الأساسية للصناعة السياحية، ناهيك عن دعوات بعض سفارات الدول الأوربية، مثل إيطاليا، إسبانيا، وفرنسا، على هامش تنظيم مناسبات متعلقة بمطبخهم التقليدي. كما أن ”الفجر” كانت في عديد التغطيات ملازمة لأشهر الأخصائيين الجزائريين والأجانب لفهم الأبعاد الجوهرية وراء التنافس الشديد بينهم، ليقر جميعهم أن الإعلام السياحي له دور كبير في بعث الثقافة المحلية والحفاظ على التراث في ضوء تلاقح الثقافات، باعتبار أن فن المطبخ له أهمية مؤخرا في المؤسسات الاعلامية، خاصة المتخصصة منها في هذا المجال. تحرص المراكز الثقافية التابعة للدول الأوربية والمطاعم التقليدية الفاخرة على حضور الصحافة في قلب كل حدث تنظمه، بل تعتبر السلطة الرابعة ”ضيف الشرف”، علما أن بعضا من أهم الصحفيين الذين ذاع صيتهم بأشهر القنوات الإعلامية العالمية يهتمون بنقل ثقافتنا للأجانب بكل أمانة، من خلال التركيز على بعدها الحضاري وعمقها التاريخي، خاصة أن المواطن الجزائري في الوقت الراهن في حالة عطش لتشرب عناصر هويته، ويعتبر الإعلام السياحي الذي بدأت تظهر بوادره عاملا مهما لعودة الثوابت الوطنية وممارستها في الحياة الاجتماعية، لاسيما أن الاهتمام بالإعلام السياحي من زاوية الفن المطبخي كشف الطاقات والخبرات المحلية، التي لم تظهر من قبل بسبب الاهتمام البالغ بالجانب السياسي في المؤسسات الاعلامية. خاصة أن الجزائر عانت لسنوات طوال من تعتيم إعلامي في جوانبها الإيجابية، حتى جعلت جيراننا يلتحقون بركب الاستثمار السياحي بالتنسيق مع اعلامهم المحلي، ونبقى نحن الجزائريين في زاوية مغلقة.