نسفت الانقسامات الحاصلة داخل هيئة التشاور والمتابعة بسبب مشاركة معظم الأحزاب ”المعارضة” في الاستحقاقات المقبلة، باللقاءات الدورية التي تعقدها أكبر تجمع للمعارضة في الجزائر، حيث اتفق الإخوة المعارضون على أن لا يتفقوا خلال لقائهم الأخير ببيت بن فليس شهر أكتوبر الماضي، بشأن الاجتماع الدوري المتزامن موعده هذه الأيام من شهر ديسمبر، في وقت ترغب شخصيات من أوفياء ”مزفران” الدفاع عن الأرضية وفق رؤية الندوة الأولى في جوان 2014، وهو ما يثمنه ”جيل جديد” رغم أن هذه الأطراف غير مهيكلة في أحزاب، لأن جل التشكيلات سارت في فلك النظام ووافقت عل كل شروطه عندما انخرطت في السباق نحو مبنى زيغود يوسف. وبالرّغم من دفاع ومقاومة أطراف المعارضة سواء كأحزاب أو شخصيات وطنية، ضد الهجمات والحملات التي تتعرض لها منذ توحدها وفق أرضية توافقية، إلا أنه أصبح الاعتراف بفشلهم في الاستمرار كيد واحدة تطالب بانتقال ديمقراطي والمشاركة في الحياة السياسية بشروط ومقترحات قدمتها ولا سيما ما تعلق بهيئة مستقلة عن الإدارة تشرف على الانتخابات بهدف قطع الطريق على المزورين، حيث أوضح مصدر موثوق داخل جبهة المعارضة الممثلة في هيئة التشاور والمتابعة أن المجتمعين من أعضاء هيئة التشاور في آخر لقاء لهم ببيت الطلائع، لم يتفقوا على موعد ولا رئاسة دورية للاجتماع الموالي الدوري الذي ينظم كل ثلاثة أشهر، حيث اعترف أن تكتلي التنسيقية والهيئة تلاشا وذهبا أدراج الرياح، بمجرد مسارعة الأحزاب المنضوية تحت لوائهما نحو المشاركة في الانتخابات المقبلة بشروط النظام لا وفق رؤية كانت إلى وقت قريب تدافع عنها بشراسة ولا سيما ما يتعلق بإبعاد الإدارة عن الاستحقاقات من خلال تشكيل هيئة مستقلة لمراقبة الانتخابات، وتحقيق انتقال ديمقراطي سلس. وتتهم بعض الأطراف على غرار حزب ”جيل جديد” الذي أعلن أمس مقاطعته الرسمية للتشريعيات الأحزاب المعارضة بالبحث عن مزايا التمثيل النيابي والانتخابي ككل، وهذا بعد أن سارت في فلك النظام الذي كانت تعارضه في الأساس، وقبلت بواقع ”المحاصصة” التي تؤهلها لنيل مقاعد نيابية محددة، وفق ما هو معمول به. وتحدث مصدرنا حول محاولة إعادة قاطرة الهيئة للسكة الصحيحة من قبل أوفياء ”مزفران” بعد انحرافها، وقال إن هناك جهودا لكنها ضعيفة جدا لا تعدو أن تمثل شخصيات وطنية تسعى لتجسيد الأرضية، حيث أوضح أن جيل جديد الذي أعلن مقاطعته الرسمية في انتظار الموقف الرسمي لعلي بن فليس الذي يقود طلائع الحريات لتتضح الخارطة السياسية مستقبلا.