تتواصل سلسلة الفضائح نظام المخزن الذي يحاول قدر المستطاع تغطية انتهاكاته وكسب تأييد دول حيال القضية الصحراوي دون جدوى، حيث لم تفوت الجريدة الأمريكية”واشنطن تايمز”، في فضح أساليب الملك المغربي بعد أن كشفت أساليبه المفضوحة والمتعلقة بإنفاق ملايين الدولارات سنويا على اللوبيات بهدف تحييد واشنطن عن ملف الصحراء الغربية. ولا تعتبر اللوبيات التي يستغلها الملك المغربي في أمريكا الاستثناء، بل هناك لوبيات مغربية في كل الدول الأوروبية تحاول الضغط على موقف البلدان قصد كسب تأييدها لأحقية المغرب في التراب الصحراوي أو على الأقل الحياد تجاه القضية الصحراوية، ولعل اللوبي الفرنسي أحسن مثال في هذا الشأن، أو حتى على المستوى البرلمان الأوروبي الذي تكون تقاريره عادة تصب في مصلحة المغرب، بتغاضيه عن انتهاكات حقوق الإنسان، رغم أن الموقف الأممي الداعم لرؤية الجزائر أصبح واضحا، باعتبار أن المغرب دولة محتلة والشعب الصحراوي له الحق في تقرير مصيرة، ناهيك عن تجاوزاته اللا إنسانية ضد الصحراويين. وإذا كان الأوروبيون يغضون البصر بشأن مواقف دولهم المساندة للمغرب بشكل مباشر أو غير مباشر، فإن الأمريكيين فضحوا أساليب العاهل المغربي، حسبما أوردته جريدة ”واشنطن بوست”، التي كشفت أن ملك المغرب ينفق ملايين الدولارات سنويا على اللوبيات بهدف تحييد واشنطن عن ملف الصحراء الغربية، معتبرة أن قرار محكمة العدل الأوروبية الذي منع إدراج إقليم الصحراء الغربية في العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب يعد بمثابة ”تحذير لملك المغرب” الذي خسر المعركة لدى الرأي العام الدولي. كما أوضحت اليومية الأمريكية، في مقالها الافتتاحي بعنوان ”المحاكم توجه تحذيرا لملك المغرب”، أن الملك محمد السادس عازم على أن إبقاء الولاياتالمتحدة خارج النزاع، وأنفق ملايين الدولارات سنويا على اللوبيات من اجل تحقيق هذا الهدف، مشيرة المغرب قد لاحظ خلال السنة الأخيرة أنه بصدد خسارة معركة الرأي العام، بعد أن ألغت محكمة العدل الأوروبية الاتفاق الفلاحي الذي يربطه بالاتحاد الأوروبي. كما أكدت واشنطن تايمز في ذات الشأن، على الانتكاسات المتتالية التي منيت بها الدبلوماسية المغربيةن حيث أضافت أن المغرب قد رفض الاعتراف باستقلال الصحراء الغربية، رغم عديد الحملات التي فاز بها الصحراويون في الأممالمتحدة والمعارك القانونية التي خرجت منها جبهة البوليساريو منتصرة أمام المحاكم الدولية. في السياق ذاته، تطرقت اليومية الأمريكية في افتتاحيتها إلى الكفاح السلمي للشعب الصحراوي من أجل استرجاع سيادته مذكرة في هذا السياق بمخطط تسوية النزاع الذي قدمه كاتب الدولة الأمريكي الأسبق جيمس بيكر والذي عمد المغرب لإفشاله، مؤكدة أن ”جيمس بيكر” نجح في إيجاد اتفاق كان يعتبره جيدا حتى يرفضه الجانبان بحيث كان الاتفاق من شانه أن يؤدي إلى تنظيم استفتاء لتمكين الصحراويين الذين يقيمون ”في هذا الإقليم” من تقرير مصيرهم بأنفسهم نهائيا. وتابعت ذات الصحيفة أن الاتفاق فشل تحت ضغط الملك ومنذ ذلك الحين قامت الولاياتالمتحدة بدراسة متأنية لأسباب هذا الرفض وتفاصيل السلوك المغربي في ارض الميدان، لتضيف أن الشعب الصحراوي يكافح من اجل تقرير مصير ووضعية بلاده من 46 سنة أي منذ أن فرض المغرب قانونه الخاص على ما يسمى ب”الإقليم”، مؤكدة أن النزاع بين جبهة البوليساريو والمغرب هو استمرار لكفاح الصحراويين ضد القوات الاستعمارية الاسبانية منذ حوالي نصف قرن. وخلصت ”واشنطن تايمز”، في الأخير إلى التأكيد بأن الكفاح قد تحول تحت قيادة الرئيس الراحل محمد عبد العزيز إلى معركة قانونية، من خلال اللجوء إلى محكمة العدل الدولية والأممالمتحدة والضمير العالمي من أجل إقناع المغربيين بالعودة إلى ديارهم. ومن هنا فإن الدائرة تزداد ضيقا على نظام المخزن، الذي يخسر كل يوم مساندين له، بالرغم من إصراره وفق أساليب الدنئية التي تفضحه اليوم عوض أن تساعده لتحقيق أهدافه المنشودة، خاصة وأن معركة التصريحات والاتهامات ضد الجزائر ومحاولاته الدبلوماسية المقززة لم تعد تتفيد اليوم، بعد أن اقتنع المجتمع الدولي برؤية الجزائر التي تبنتها هيئة الأممالمتحدة مؤخرا، بعد فشل كل سيناريوهات المخزن المفضوحة.