أعلن نحو عشرة فصيل سوري مسلح، في وقت متأخر من يوم الاثنين، في بيان مشترك، تعليق مشاركتهم في مفاوضات السلام المزمع عقدها في عاصمة كازاخستان أستانة، في ظل ما أسموه ”انتهاكات الحكومة السورية المتكررة” لاتفاق وقف إطلاق النار. وقال البيان إنه ”نظرا لتفاقم الوضع واستمرار الانتهاكات، فإن الفصائل تعلن تعليق أي محادثات لها علاقة بمفاوضات آستانة أو أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل”. وأشارت الفصائل في بيان، إلى أن العودة مشروطة بالتزام النظام باتفاق وقف إطلاق النار بصورة كاملة. وقالت الفصائل، إن ”إحداث النظام وحلفائه لأي تغييرات في السيطرة على الأرض هو إخلال ببند جوهري في الاتفاق ويعتبر الاتفاق بحكم المنتهي ما لم يحدث إعادة الأمور إلى وضعها قبل توقيع الاتفاق”. ومن بين الفصائل الموقعة على البيان؛ جيش الإسلام وفيلق الرحمن، وفرقة السلطان مراد المدعومة من تركيا، وجيش ”العزة” الناشط في محافظة حماة. وكانت روسياوتركيا قد أعلنتا، الأسبوع الماضي، وقف إطلاق النار، هو الثالث من نوعه هذا العام، وذلك في محاولة لإنهاء الصراع المستمر في سوريا منذ قرابة ستة أعوام. وفي حال نجاح الخطة ستشكل أساسا لمفاوضات سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة التي تريد موسكووأنقرة تنظيمها في آستانة في كازاخستان. وبشأن مفاوضات أستانا المرتقبة قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: ”للأسف مفاوضات جنيف بشأن وقف إطلاق النار في سوريا لم تثمر عن نتائج إيجابية، وأبلغنا بوتين بعدم رفضنا لفكرة البدء بمفاوضات جديدة في أستانا، وأعربنا للروس بأن أنقرة لا تنظر بإيجابية لهذه المفاوضات في حال تمت دعوة المنظمات الإرهابية إليها”. وأوضح أن ”مباحثات أستانا حول سوريا ستنعقد على مستوى وزراء الخارجية”، معربا عن أمله بمشاركة السعودية وقطر فيها. واستثنى اتفاق وقف إطلاق النار ثلاث جماعات هي تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة، ومليشيات وحدات حماية الشعب الكردي. وتبنى مجلس الأمن الدولي، مساء السبت، بالإجماع مشروع القرار الذي أعدته روسيا لدعم اتفاقات الهدنة في سوريا وإطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة التي تمر بها البلاد. وقال الرئيس الحالي لمجلس الأمن السفير الإسباني رومان أويارزون مارشيسي، ”مجلس الأمن تبنى بالإجماع مشروع القرار رقم 2336”. ولفت إلى ضرورة دعم عملية جنيف ودعوة المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا بناء على بيان جنيف والقرارات ذات الصلة. وفي السياق، أكد فيتالي نعومكين، المستشار السياسي للمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، استيفان دي ميستورا، لوكالة نوفوستي الروسية، أن المحادثات المرتقبة بين دمشق والمعارضة في أستانا ليست بديلا عن ”محادثات جنيف”. وقال نعومكين: ”دعونا نفصل أستانا عن صيغ أخرى لا تتخلى الأممالمتحدة عنها، مع أنها، ولنكن صريحين، لم تكلل بالنجاح. ليست عملية أستانا كغيرها. هناك صيغة جديدة قد ظهرت، لا تمثل بديلا عن الأممالمتحدة، وقد تغدو الخطوات التمهيدية المتخذة في إطارها أكثر نجاحا من الجهود المبذولة حتى الآن من قبل الأممالمتحدة، لا سيما في حال صمود وقف إطلاق النار بسوريا.