يودع اليوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إفريقيا من باماكو عاصمة مالي، حيث سيشارك في رئاسة الدورة ال 27 لقمة ”إفريقيا - فرنسا”، التي ستعقد تحت عنوان ”من أجل الشراكة والسلم والبروز” بحضور قادة 35 دولة إفريقية من ضمنهم الوزير الأول عبد المالك سلال. وقبل انعقاد قمة ”إفريقيا - فرنسا” في باماكو كآخر قمة للرئيس فرانسوا هولاند، أعلن الناطق باسم الجيش الفرنسي باتريك ستيغر، أن القوات الفرنسية قتلت أو أسرت 150 إرهابي في منطقة الساحل وصادرت أكثر من ستة أطنان من الذخائر والمتفجرات في 2016. وقال ستيغر في لقائه الأسبوعي مع الصحافيين أمس أن ”قوة برخان شلت حركة أو سلمت السلطات المحلية حوالي 150 إرهابي وصادرت أكثر من ستة أطنان من الذخيرة والمتفجرات ومنتجات أخرى”. وتابع بأنها قامت ب125 عملية في 2015 في دول منطقة الساحل الخمس (موريتانياوماليوتشادوالنيجر وبوركينا فاسو)، عملت فيها بمفردها او بشراكة مع قوات محلية. وينتقد مراقبون هذا القمة ويعتبرونها مجرد واجهة سياسية لا تعود بالنفع على الدول الإفريقية وتكرس التدخل العسكري الفرنسي في القارة السمراء عبر القواعد العسكرية الفرنسية والوجود العسكري في دول منطقة الساحل، مالي، تشاد، النيجر، موريتانيا وبوركينا فاسو، في إطار عملية ”برخان” تحت ”ذريعة محاربة الإرهاب”. ويعتبر المناهضون للقمة أن انعقادها في العاصمة المالية هو دليل على فشل السياسة الفرنسية في إفريقيا، في الوقت الذي يحاول فيه هولاند جعل مالي رمزا ل”نجاحاته الإفريقية” منذ التدخل الفرنسي في شمال مالي عام 2013. ومع أن الوضع في شمال مالي تحسن نسبيا ولكن تطبيق اتفاق الجزائر الذي تم توقيعه في جويلية 2015 يظل بطيئا. فأين هي الدوريات المشتركة التي يفترض أن تنتشر في غاو؟ وهي دوريات تضم الجيش المالي والطوارق والعرب الماليين. أما بالنسبة للرئيس فرانسوا هولاند فيجب على الدولة المالية أن تبسط نفوذها في كافة الأراضي بما في ذلك في كيدال وفي إطار اتفاقية الجزائر. وباعتبار الجزائر أحد رعاة مفاوضات السلام في مالي ومن المدعوين للقمة فإنه من المقرر أن يمثل الوزير الأول عبد المالك سلال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أشغال الدورة ال27 لقمة إفريقيا-فرنسا التي ستنظم اليوم السبت بباماكو (مالي) تحت شعار ”الشراكة والسلم وتحقيق النمو في افريقيا”. وحسبما أكده بيان لمصالح الوزير الأول فإنه علاوة على تقييم التقدم المحقق في تجسيد التوصيات المصادق عليها في القمة ال26 التي جرت بباريس (فرنسا) في 2013 ستتمحور المحادثات كذلك حول ”السبل والوسائل الكفيلة بتعميق هذا الإطار من التعاون من أجل مواجهة جماعية للتحديات المشتركة سيما السلم والأمن وتحقيق النمو في إفريقيا”.