أكد، يوم الخميس الماضي، وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني، أن مشروع فيلم الأمير عبد القادر ”مجمد حاليا” بسبب غياب ”سيناريو متميز” يعكس شخصية الأمير ”المتفردة” وكذلك ”صعوبة تأمين” الجانب المالي حاليا. وقال الوزير ميهوبي، في الجلسة العلنية بالمجلس الشعبي الوطني، والتي خصصت لطرح أسئلة شفوية على عدد من أعضاء الحكومة، إن الوزارة أوكلت مهمة إنجاز الفيلم في البداية للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي غير أنها ”لم تنجح”. وأضاف ميهوبي أن الفيلم ”مجمد حاليا” إلى حين ”إعادة النظر في السيناريو الذي يجب أن يلقى إجماعا بين الباحثين والمؤرخين” ويحفظ لشخصية الأمير قيمتها..، موضحًا أن السيناريو يعد إشكالية أولية للعمل وأن الوزارة حصلت على حوالي ”عشرة سيناريوهات” غير أنها تريد سيناريو ”أكثر احترافية”. وأشار الوزير إلى أن إنجاز هذا العمل ”الكبير” مرتبط أيضًا ب”الجانب المالي” كونه ”يتطلب مبلغا كبيرا يصعب تأمينه في الوقت الحالي خصوصا إذا تم طلب مخرج كبير. ويعد الأمير عبد القادر ابن محي الدين المعروف ب عبد القادر الجزائري، كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي ومحارب، اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر، ولد قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري عام 1808 ويعد رائدا سياسيا وعسكريا قاد المقاومة خمسة عشر عاما أثناء غزو فرنسا للجزائر وهو أيضا مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. وللإشارة، كانت وزارة الثقافة قد أكدت في العديد من المرات ولسنوات عديدة أنها ستنطلق في تصوير فيلم الأمير عبد القادر، أحد أهم الشخصيات التاريخية الجزائرية، إلا أن ذلك لم يتجسد على أرض الواقع، بحيث في سنة 2014 صرحت الوزارة أن مهمة إخراج الفيلم أوكلت إلى المخرج الأمريكي تشارلز بارنت، وهذا بميزانية أولية قدرت بمبلغ 200 مليار، ومشاركة أزيد عن 600 فنان، إلا أن كل هذا لم يتجسد وبقي أمر إخراج الفيلم حبرا على ورق ويقتصر على تصريحات رسمية فقط، ونذكر أن فيلم الأمير عبد القادر تعطل لأكثر من ست سنوات رغم أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو الذي أمر بإنجازه وبمقاييس علمية، لدرجة أن أطرافا من مؤسسة الأمير عبد القادر اتهمت حزب فرنسا بالوقوف وراء تعطل إنجاز الفيلم الذي سيتعرض لمسيرة الأمير عبد القادر الجزائري، كما أنه سيصحح بعض المغالطات التاريخية المتداولة حول شخصه وفكره، ويبقى اليوم مشروع الفيلم غير منجز وحبيس النقاشات العقيمة بعد عقود من الفكرة، وبعد عشر سنوات من رسالة الرئيس بوتفليقة.