بالرغم من المجهودات التي بذلتها ولاية المسيلة، خلال السنوات القليلة الماضية، فيما يتعلق بالنقل المدرسي إلا أن النقائص مازالت مستمرة بأغلب البلديات النائية، حيث أنه أزيد من 15 بلدية ريفية في أمسّ الحاجة إلى توفير وسائل النقل إضافية خصوصا بلديات الجهة الجنوبية، حيث عبّر العديد من أولياء التلاميذ عبر مختلف بلديات المسيلة عن استيائهم جراء غياب ونقص النقل المدرسي، سيما بالمناطق التي لا تزال تعرف العزلة، حيث أصبح هؤلاء الأولياء يتكبدون ويوميا مشقة نقل أبنائهم المتمدرسين وبمختلف الأطوار نحو المؤسسات التعليمية، حيث لا يزال نقص النقل المدرسي هاجسا يؤرق التلاميذ القاطنين بضواحي الولاية، حيث أصبحت حياة هؤلاء المتمدرسين والذين معظمهم تلاميذ المرحلة الابتدائية معرضة للخطر كونهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام من أجل الالتحاق بموقف الحافلات للتمكن من الوصول إلى المدارس في ظل انعدام وسائل النقل المدرسي، وفي هذا الصدد، أكد العديد من أولياء التلاميذ أن أبناءهم مجبرون على قطع مسافة طويلة يوميا صباحا ومساء للالتحاق بمدارسهم إذ يجتازون الطريق الرئيسي، فضلا عن اجتياز بعض المسالك الجد وعرة التي لا يمكن للتلاميذ الصغار والذين لا يتجاوز سنهم 6 أو 7 سنوات قطعها، الأمر الذي اضطر أغلب الأولياء إلى مرافقة أبنائهم عند ذهابهم وإيابهم من المدرسة يوميا، بالإضافة إلى ذلك فإن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس مشيا ولمسافة طويلة جعلت التلاميذ عرضة للتعب والإنهاك، ولعلّ ما زاد من استياء الأولياء، أن البلديات لا تتوفر إلا على عدد قليل من النقل المدرسي، لا يمكن له مطلقا تلبية حاجيات كل المتمدرسين، حيث لم يستفد غالبية تلاميذ هذه البلديات من خدماتها كما طالب أولياء تلاميذ بلدية السوامع والزرزور وعين الملح بتوفير وسائل النقل المدرسي، فالتلاميذ يعانون من هذا الجانب خصوصا عند كل موسم، حيث يضطر المتمدرسون التنقل حسب امكانياتهم المحدودة، وفي ظروف مأسوية عند حلول فصل الشتاء، زيادة إلى خطر الحوادث الخطيرة، مما يضطر الكثير منهم ترك مقاعد الدراسة. كما يطالب سكان بلدية ولتام، من السلطات المعنية تخصيص حافلات جديدة للنقل المدرسي لنقل أبنائهم المتمدرسين بإكماليتي وثانوية البلدية وحسب أولياء التلاميذ فإن الحافلات الموجودة في الوقت الحالي قليلة جدا ولم تعد تكفي لنقل الأعداد الكبيرة من التلاميذ التي تتزايد كل عام، في حين ما زال النقل المدرسي مستقرا في الحدود التي كان عليها منذ سنوات، خصوصا وأن البلدية، تقع في منطقة معزولة، ونفس الاشكال حاصل ببلديات سيدي عامر، إسليم ومحمد بوضياف جنوب الولاية فإن النقل المدرسي بالرغم من المساعدات التي تقدمها الولاية، إلا أن أزمة النقل المدرسي لا تزال مطروحة خاصة أن مداشر وقري البلدية كثيرة العدد ومتناثرة في مسالك وطرقات متفرقة.