عبّرالعديد من أولياء التلاميذ عبر مختلف بلديات ولاية عنابة عن استيائهم جراء غياب ونقص النقل المدرسي سيما بالمناطق التي لا تزال تعرف العزلة حيث أصبح هؤلاء الأولياء يتكبدون ويوميا مشقة نقل أبنائهم المتمدرسين وبمختلف الأطوار نحو المؤسسات التعليمية حيث لا يزال نقص النقل المدرسي هاجسا يؤرق التلاميذ القاطنين بالمناطق النائية حيث أصبحت حياة هؤلاء المتمدرسين والذين معظمهم تلاميذ المرحلة الابتدائية معرضة للخطر كونهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام من أجل الالتحاق بموقف الحافلات للتمكن من الوصول في ظل انعدام وسائل النقل المدرسي وفي هذا الصدد أكد العديد من أولياء التلاميذ أن أبناءهم مجبرون على قطع مسافة يوميا صباحا ومساء للالتحاق بمدارسهم إذ يجتازون الطريق الرئيسي فضلا عن اجتياز بعض المسالك الجد وعرة التي لا يمكن للتلاميذ الصغار والذين لا يتجاوز سنهم 6 أو 7 سنوات قطعها الأمر الذي اضطر أغلب الأولياء إلى مرافقة أبنائهم عند ذهابهم وإيابهم من المدرسة يوميا فيما يسيطر الخوف والقلق على باقي الأولياء الذين لا تسمح ظروف عملهم بمرافقة أطفالهم الصغار إلى مدارسهم وبالإضافة إلى ذلك فإن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس مشيا ولمسافة طويلة جعلت التلاميذ عرضة للتعب والإنهاك ولعل ما زاد من استياء الأولياء أن البلديات لا تتوفر إلا على عدد قليل من حافلات النقل المدرسي التي استغلت من طرف بعض البلديات خلال عطلة الصيف للرحلات الاستجمامية إلى الشواطئ وعند الدخول المدرسي باتت تلك الحافلات عبارة عن مجرد ديكور ومرمية بحضيرة العتاد لأنها أصيبت بعطب ميكانيكي كما أن تلك الحافلات معظمها قديمة و بهذا فقد تكون السلطات المحلية بالأخص البلديات قد ضربت تعليمة التكفل بتلاميذ المناطق النائية من خلال توفير حافلات النقل المدرسي لهم عرض الحائط وفي ذات السياق فان هناك بعض البلديات اعتمدت توفير النقل المدرسي مرة في اليوم وفي الصباح بدون الأخد بعين الاعتبار حالة التلاميذ حيث لم يستفد غالبية تلاميذ هذه البلديات من خدماتها وهذا ما يعني عجز البلديات عن التكفل بالنقل المدرسي وهو المشكل الذي طالما أثار امتعاض الأولياء والتلاميذ على حد سواء والذين أصبحوا عرضة للتأخر وهو الأمر الخارج عن إرادتهم في الوقت الذي لا يزال فيه أولياء التلاميذ في انتظار التفاتة جدية لهذه الإشكالية . لتلاميذ المناطق المعزولة حيث أن انعدام النقل المدرسي يؤرق التلاميذ وأوليائهم في نفس الوقت في ظل صعوبة الطريق التي يسلكها التلاميذ حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة في بعض المداشر والقرى عبر بلديات الولاية . للوصول إلى المدارس مما يؤثر حتما على أدائهم الدراسي على اعتبار أن النقل المدرسي أكثر من ضروري في مثل هذه الظروف التي يكابدها عشرات من هؤلاء في الوقت الذي لا تزال فيه حافلات النقل المدرسي تعاني الاعطاب والتوقف ويستغل اغلبها للرحلات دون أن توجه بالضرورة لتوفير النقل للتلاميذ الذين لا يزالون يعانون معاناة حقيقية .