بالرغم من المجهودات التي بذلتها ولاية سكيكدة، خلال السنوات القليلة الماضية، فيما يتعلق بالنقل المدرسي إلا أن النقائص مازالت مستمرة بأغلب البلديات النائية، حيث إنه اكثر من 10 بلديات ريفية في امس الحاجة إلى توفير وسائل النقل إضافية خصوصا بلديات الجهة الغربية. عبّر العديد من أولياء التلاميذ عبر مختلف بلديات سكيكدة عن استيائهم جراء غياب ونقص النقل المدرسي، سيما بالمناطق التي لا تزال تعرف العزلة، حيث أصبح هؤلاء الأولياء يتكبدون ويوميا مشقة نقل أبنائهم المتمدرسين وبمختلف الأطوار نحو المؤسسات التعليمية، حيث لا يزال نقص النقل المدرسي هاجسا يؤرق التلاميذ القاطنين بضواحي الولاية، حيث أصبحت حياة هؤلاء المتمدرسين والذين معظمهم تلاميذ المرحلة الابتدائية معرضة للخطر كونهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام من أجل الالتحاق بموقف الحافلات للتمكن من الوصول إلى المدارس في ظل انعدام وسائل النقل المدرسي. وفي هذا الصدد، أكد العديد من أولياء التلاميذ أن أبناءهم مجبرون على قطع مسافة طويلة يوميا صباحا ومساء للالتحاق بمدارسهم إذ يجتازون الطريق الرئيسي، فضلا عن اجتياز بعض المسالك الجد وعرة التي لا يمكن للتلاميذ الصغار والذين لا يتجاوز سنهم 6 أو 7 سنوات قطعها، الأمر الذي اضطر أغلب الأولياء إلى مرافقة أبنائهم عند ذهابهم وإيابهم من المدرسة يوميا، بالإضافة إلى ذلك فإن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس مشيا ولمسافة طويلة جعلت التلاميذ عرضة للتعب والإنهاك، ولعلّ ما زاد من استياء الأولياء، أن البلديات لا تتوفر إلا على عدد قليل من النقل المدرسي، لا يمكن له مطلقا تلبية حاجيات كل المتمدرسين، حيث لم يستفد غالبية تلاميذ هذه البلديات من خدماتها. طالب اولياء تلاميذ جواد الطاهر ''رأس الماء'' بعزابة بتوفير وسائل النقل المدرسي وبناء متوسطة بالقرية حتى توفر على أبنائهم عناء التنقل إلى مناطق أخرى، فالتلاميذ يعانون من هذا الجانب خصوصا عند كل موسم، حيث يضطر المتمدرسون التنقل حسب امكانياتهم المحدودة، وفي ظروف مأسوية عند حلول فصل الشتاء، زيادة الى خطر الحوادث الخطيرة، مما يضطر الكثير منهم ترك مقاعد الدراسة. كما يطالب سكان بلدية جندل سعدي محمد شرق مدينة عزابة، من السلطات المعنية تخصيص حافلات جديدة للنقل المدرسي لنقل أبنائهم المتمدرسين بإكماليات وثانويات بلدية عزابة وحسب أولياء التلاميذ فإن الحافلات الموجودة في الوقت الحالي قليلة جدا ولم تعد تكفي لنقل الأعداد الكبيرة من التلاميذ التي تتزايد كل عام، في حين ما زال النقل المدرسي مستقرا في الحدود التي كان عليها منذ سنوات، خصوصا وأن البلدية، تقع في منطقة معزولة، وبعيدة عن الطريق الوطني رقم 44، وهو ما يحرمها من عبور وسائل نقل إضافية من شأنها التخفيف من حدة الأزمة. وقد احتج عدد كبيرمن التلاميذ من الطورين الثانوي والمتوسط بقرية بوحلبس ببلدية امجاز الدشيش، للمطالبة بتوفير النقل المدرسي وتدعيم الخدمة بحافلة ثانية من أجل تغطية العجز المسجل في هذا المجال على مستوى المنطقة، الموجودة بين البلدية الأم وبلدية سيدي مزغيش، وأكد خلالها التلاميذ بأن الحافلة الوحيدة التي خصصتها البلدية لهم أصبحت لا تكفي أمام تزايد عدد المتمدرسين في الثانوي والمتوسط وفي غالب الأحيان ما يصلون متأخرين إلى مقاعد الدراسة بسبب هذه المشكلة، التي خلفت لهم على حد تعبير المحتجين مشاكل مع الإدارة. هذا زيادة على تأثير تلك الغيابات عن التحصيل العلمي وبالتالي التأثير على سير الامتحانات سلبا، ويضطرون إلى النهوض باكرا وانتظار قدوم الحافلة لتبدأ بعدها معاناة التلاميذ من أجل الظفر بمقعد بالحافلة، ومن لا يسعفهم ذلك يلجؤون إلى التنقل في سيارات ''الفرود'' التي لم تعد في متناول جميع التلاميذ، كما اشتكى التلاميذ من تأخر نقلهم إلى القرية في الفترة المسائية. ونفس الاشكال حاصل ببلدية أولاد أعطية غرب مدينة القل، فإن النقل المدرسي بالرغم من المساعدات التي تقدمها الولاية، حيث تمت الاستفادة مؤخرا من حافلتين جديدتين لترتفع الحظيرة إلى 9 حافلات و3 شاحنات مهيئة، إلا أن أزمة النقل المدرسي لا تزال مطروحة خاصة أن مداشر وقري البلدية كثيرة العدد ومتناثرة في مسالك وطرقات متفرقة.