يرصد كتاب صدر حديثا للدكتور حسن دواس، الحالة الثقافية للجزائر في القرن التاسع عشر عبر تتبُّع كتابات الرحّالة الفرنسيين الذين زاروا الجزائر وكتبوا عنها. ومن أهمّ المؤلّفين الفرنسيين الذين تناولهم الكتاب الموسوم ”ديابوراما رحلية للجزائر الثقافية في القرن التاسع عشر”: ريني باسي، وإيزابيل ابرهارت، وأندريه روجي فوزان، زهنري ديفيريي ويوجين فرومونتان. ويستعرض المؤلف في كتابه الصادر عن دار الوطن للنشر، المظاهر الثقافية في المجتمع الجزائري بتجلياتها المختلفة، الموسيقى والرقص والزيّ وفن التراسل والشعر والحكاية الشعبية، مما يجعل من الكتاب مرجعا للباحثين في مسيرة الجزائر الثقافية في حقبة مفصلية من تاريخها الحديث. ويُشير المؤلف، وهو أستاذ الآداب العالمية المعاصرة بقسم اللغة والأدب العربي بجامعة سكيكدة، إلى أنّ كتابه يدخل في إطار الدراسات الصورولوجية التي تتعرّض إلى صورة المجتمعات بأقلام ورؤى أجنبية، ويضيف أنّ الحياة الثقافية لأيّ مجتمع من المجتمعات، مرهونة بنسبة القدرات الفكرية والذهنية التي يمتلكها المجتمع، وأن المجتمع الجزائري لم تكن تنقصه تلك القدرات، وهذا ما جعل الحياة الاجتماعية فيه حافلة بالعديد من المظاهر الثقافية والفكرية المميّزة، سواء كانت مظاهر فنية أو أدبية أو علمية، الأمر الذي جعل النصوص الرحلية الفرنسية في القرن التاسع عشر زاخرة بالكتابات الشعرية والحكايات الشعبية والأمثال والحكم وغيرها. ويعد دواس المولود سنة 1966 بولاية سكيكدة، من أهمّ الباحثين في مجال أدب الرحلات، حيث حصل على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة قسنطينة، كما حصل على شهادة الدكتوراه في النقد الحديث حول تأثير النقد الأنجلو-أمريكي الجديد على النقد العربي. ولدوّاس عدد من المؤلفات الشعرية، بعضها مترجم إلى اللُّغة الإنجليزية، مثل ”باقة أشعار جزائرية” و”الروح زهرة لوتس”، ومن إصداراته في مجال البحث: ” أنطولوجيا القصة القصيرة في الجزائر”، و”المرآة والصدى.. دراسة سوسيوثقافية”، و”حكايات السمراء.. مختارات من الحكاية الشعبية الإفريقية”.