تنطلق صبيحة هذا اليوم، أشغال فعاليات الملتقى الدولي «المعرفة والتخييل في الرحلات المغاربية». الذي سيدوم يومين 28 و29 أفريل 2014، وهو من تنظيم قسم اللغة العربية وآدابها بالمدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة. وسينشط ندوات ومحاور الملتقى حوالي 50 مشاركا، أساتذة وأكاديميين ودكاترة وباحثين من الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا، الأردن، وفرنسا، في جلسات علمية وبحثية تحتضنها مدرجات المدرسة العليا للأساتذة، تتناول موضوعات ذات صلة بالمعرفة والتخييل والرحلات. الملتقى يسعى لكشف أن الرحلة نص ثقافي يجسد ويكشف في الآن نفسه ثقافة الفرد والمجتمع. ومن جهة أساسية ومحورية يهدف إلى إثارة مجموعة من التساؤلات التي تدور حول المعرفة والتخييل في الرحلات المغاربية، ومدى إسهام النصوص في إثراء الثقافة والهوية والانتماء الحضاري المغاربي. وكذا الإضافات النوعية التي أرسى أسسها الكُتاب المغاربة عبر فترات زمنية تجاوزت العشرة قرون، ولأجل مساءلة هذه المتون الرحلية التراثية والحداثية المعاصرة، يطرح هذا الملتقى مجموعة من المحاور والمداخلات المتباينة قصد إثرائها والإضاءة على إشكالاتها، وهي متنوعة ومتعددة، منها محاضرة لرئيس الملتقى الدكتور محمد كعوان حول «تمثلات المعرفة في الخطاب الرحلي المرتاضي من خلال مذكراته -الحفر في تجاعيد الذاكرة-». في حين يقدم الدكتور صالح علواني من جامعة سانت اتيان بفرنسا. مداخلة بعنوان «قراءة في الجزء المغاربي من رحلة الحضيكي الحجازية». أما الأكاديمي المغربي البشير أبرزاق، فيتناول دور الرحلات والبعثات العلمية في انتقال الخبرات والمعارف وهذا في دراسة لرحلة «أسبوع في باريس» لمحمد بن عبد السلام السائح. من جهتها الأستاذة سلاف بوحراثي، ستقارب في مداخلة تحليلية المجتمع المغاربي في مرآة الرحالة الأوربيين، وارتأت أن تكون الجزائر أنموذجا. إضافة إلى غيرها من ندوات ومقاربات تنظيرية عن النص الرحلي بين المعرفة والتخييل، وعن الرحلات التثاقفية المغاربية وفاعلية الذات المبدعة، والخطاب النقدي في النصوص الرحلية والسير الذاتية المغاربية. كما يتم تناول صورة المجتمع المغاربي في رحلات الآخر وهذا عند الكُتاب المشارقة، والكُتاب الغربيين. وأيضا عن مدى وتنوع تمثلات المعرفة في الخطابات الرحلية المغاربية المعاصرة والنص الرحلي الصوفي وجغرافيا المتخيل. وأيضا محور النسق الثقافي في أدب الرحلة وهذا بتناول تجليات الثقافي وأنساقه في رحلة الورثيلاني. تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الذي ينعقد بمبادرة من المدرسة العليا للأساتذة، قرر تكريم الكاتب والمفكر الجزائري الدكتور عمر بن قينة، وهذا نظير إسهاماته وعطاءاته وكتاباته الأكاديمية والفكرية والأدبية المتنوعة. كما قررت اللجنة المشرفة على الملتقى أن تطبع بحوث وندوات الملتقى بعد تحكيمها بعدد خاص من مجلة «منتدى الأستاذ» المحكمة. وسيختتم الملتقى جلساته العلمية غدا الثلاثاء مساءً، بجلسة رحلية ختامية للأستاذ عبد الله حمادي وهذا بقراءات إبداعية بعنوان «رحلتي إلى الأندلس». نوّارة لحرش