أطلق وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، النار على فئة السلفيين الذين يتفننون في إطلاق فتاواهم عبر مختلف مساجد الوطن، واصفا الأمر بأنه ”جلب للفتنة ” و”إشاعة لمختلف السلوكات المضرة” بين الجزائريين. وقال الوزير إن الحل في مواجهة هذا التيار هو ”العودة إلى المرجعية الوطنية وهي كتاب الله وسنة الرسول”. عبر منشور له على صفحته الرسمية على ”الفيسبوك ”واصل وزير الشؤون الدينية حربه التي أعلنها على علماء التيار السلفي، غداة وصوله إلى مبنى حيدرة مند أربع سنوات، حيث أشار إلى أن ”المرجعية الدينية تتفاوت بحسب قدرة علمائها على خلق المحبة ونزع الغل من أبناء الوطن الواحد”. وشدد محمد عيسى على أن هده المرجعية ”ستفشل إذا دعا دعاتها الشعبَ إلى التدابر والتباغض والسباب والكراهية والتنافر وبثوا بين أبناء الوطن الواحد فتنة سوء الظن والتألي على الله أنه لا يغفر لفلان وعلان”، في إشارة واضحة إلى تلك الفئة. وأضاف الوزير قائلا ”المرجعية الدينية واحدة في بلاد الإسلام هي كتاب الله تعالى وسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتتفاوت الدول في مدى قدرة علمائها وعقلائها على جمع كلمة الشعب وتوحيده على البر والتقوى ونهيه عن الإثم والعدوان وعلى جعل الخطاب المسجدي في خدمة المجتمع وإرشاده إلى خير العمل”. ومعروف عن محمد عيسى عداؤه الشديد للتيار السلفي، خاصة وأنه وصفهم في وقت سابق إلى جانب الأحمدية والشيعة بالاجتياح الأجنبي للجزائر، قام الوزير بمجموعة من التصحيحات في هذا المجال، سواء منها بتغليب الكفاءات المالكية وإعادة الدور للمسجد وإحياء النشاط الجمعوي الديني والملتقيات التعليمية. ومن المنتظر أن يدلي اليوم الوزير وهو في القاهرة التي وصل ليها مساء أول أمس الجمعة من أجل المشاركة في فعاليات مؤتمر ”دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات” الذي تنظمه وزارة الأوقاف المصرية، رفقة عدد من العلماء ورجال الفتوى والوزراء المدعوين من العالم الإسلامي، بدلو ه فيما يخص مواجهة التطرف والغلو في الدين، الدي يؤدي إلى الإرهاب، كما سيعرض تجربة الجزائر في مواجهة تلك المعضلة، طيلة عقدين من الزمن، تسببت في ارهاب كان سببه اقحام الدين في السياسة.