دعا علماء الأمة الإسلامية إلى التصدي للتطرف بنشر الفكر الإسلامي المستنير المستند على كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، مؤكدين أن الإرهاب هو صناعة الجهل والجهلاء الذين يسيئون لدينهم ولأوطانهم. وتأسف مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، في أشغال المؤتمر الدولي حول الإرهاب الذي جاء تحت عنوان ”الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف”، بالمدينةالمنورة السعودية، لشذوذ فئة من المسلمين، فجانبوا الاعتدال والوسطية، واتخذوا فكر الغلو السيئ منهجا فكريا يدعون إليه، واستحلوا التكفير والمحرمات، واستباحوا بلاد المسلمين، متهما أنصار الغلو والتطرف بمنح أعداء الإسلام هدية لتنفيذ خططهم تجاه بلاد الإسلام، وفتحوا الطريق أمامهم للقدح في الشريعة، داعيا الشباب إلى هجر تلك الأفكار المضللة، وأن يكونوا مكافحين ضد الإرهاب، حتى يصدوا الفتنة، ويوقفوا تدمير البلاد وإفسادها. من جانبه، ذكر مدير الجامعة الإسلامية ورئيس المؤتمر، الدكتور محمد بن علي العقلاء، أن الإسلام دين بناء وسلام، وليس الهدم، والتفجير والتخويف من الشريعة، داعيا إلى اعتماد وسائل العلاج الفكرية مع الجهود الأمنية في اقتلاع جذور الإرهاب من ديار المسلمين عامة. كما شدد قاضي القضاة ورئيس الحضرة الهاشمية في الأردن، الدكتور أحمد هليل، على ضرورة تطبيق المجتمع الدولي للحق والعدل والقانون بمكيال واحد وميزان واحد في التعاطي مع ظاهرة الإرهاب، قائلا إن ”الإرهاب هو الإرهاب فلا يجوز أن يؤثم إرهاب ويجرم ويحلل إرهاب آخر”، في إشارة إلى ما تقترفه إسرائيل الصهيونية من الإرهاب ضد المسجد الأقصى وبحق الفلسطينيين. وقال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، إن الإرهاب لم ينته، باعتباره واقعا، وإن الإنسان بالعقل الناضج والمنطق الصحيح يرى أن الظاهرة لم تأت بالصدفة من أناس جهلوا أو كرهوا، وقال إن ”الإرهاب صنع وخطط له ونفذ”، موضحا أن منابع الإرهاب إذا لم تجفف، فإن الإرهاب يظل قائما، وعلى العلماء والمفكرين دور هام في محاربة الفكر المتطرف والحفاظ على الدين وثوابته. من جهته، أفاد أمس المكلف بالإعلام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، في تصريح ل”الفجر”، بأن تنظيم المؤتمرات عبر عدد من الدول الإسلامية حول موضوع التطرف والإرهاب، يعبر عن مدى خطورة الظاهرة في تهديد استقرار المجتمعات، مضيفا أن مؤتمر المدينةالمنورة تشارك فيه الجزائر عبر هيئة رفيعة خارج وزارة الشؤون الدينية، باعتبارها من أكثر الدول معاناة من الإرهاب، وأول دولة درست سبل إيقافه والحد منه، وقد نجحت في انتهاج سياسة اليد الممدودة، من خلال ميثاق السلم والمصالحة التي آتت أكلها وجعلت من الجزائر بلدا رائدا في مجال السلم تقصده مختلف الدول التي ترغب في مواجهة ظاهرة التطرف العنيف والغلو. وأشار عدة فلاحي إلى أن مشاركة وزير الشؤون الدينية في ندوة الأمن الفكري المنظم السنة الفارطة بالسعودية، حيث تحدث بإسهاب عن التجربة الجزائرية مع المصالحة واليد الممدودة، موضحا أن المؤتمر المنظم حاليا بالمدينةالمنورة، والآخر المنتهي أول أمس بنواكشوط الموريتانية، تعبر عن رغبة الدول التي مسها الإرهاب الاستفادة من التجربة الجزائرية من خلال دراستها للظاهرة والدعوة إلى اعتماد الحوار والتأطير عبر وضع الأمور بين أيادي المختصين، مثلما حدث في الجزائر. ويناقش المؤتمر الذي يشارك فيه نحو 500 عالم وباحث من مختلف دول العالم الإسلامي عدة محاور منها ظاهرة التطرف وبحث في الغلو في الدين، والجهل بالدين، وسوء الفهم للنصوص الشرعية.