التقى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، مساء الإثنين، وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، في اجتماع صنف في خانة اهتمام واشنطن بمنطقة المغرب العربي، ومحاولتها الإلمام بكل التفاصيل والاطلاع على الأوضاع الأمنية في ليبيا، خاصة ما تعلق بالمبادرة الثلاثية التي تجمع مصر، تونس والجزائر لحل الأزمة هناك بعيدا عن أي تدخل عسكري في المنطقة. أكد الوزير التونسي، في بيان نشرته الخارجية التونسية، على الأهمية البالغة التي توليها تونس لتطوير علاقات الصداقة التاريخية التي تجمعها بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وتطلعها إلى دعم الشراكة الاستراتيجية الثنائية في كافة المجالات خصوصا وأن البلدين يحتفلان هذه السنة بمرور 220 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وقدم خميس الجهيناوي لنظيره الأمريكي بسطة عن تطورات الأوضاع في المنطقة. كما أطلع وزير الخارجية نظيره الأمريكي على الجهود التي تقودها تونس لإيجاد حل سياسي توافقي للأزمة الليبية، في إطار مبادرة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي وإعلان تونس الوزاري الذي وقعه وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر. ونقل بيان الخارجية التونسية عن وزير الخارجية الأمريكي إشادته بعراقة العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين، وبالمستوى المتميز الذي بلغه التعاون الثنائي، مؤكدا التزام بلاده بمواصلة الوقوف إلى جانب تونس وحرصها على دعم التشاور والتنسيق في مختلف المجالات ومنها مقاومة الإرهاب والتطرف وحماية الحدود. وتأتي زيارة وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، في ظل توتر أمني تعيشه ليبيا، لا سيما بعد فقدان اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر سيطرته على منطقة الهلال النفطي إثر فشله في صد هجوم من قوات ”سرايا الدفاع عن بنغازي”. في هذه الأثناء نفى مجلس الاتحاد الروسي، أمس، ما نشرته وسائل إعلام عن إرسال روسيا عسكريين وطائرات من دون طيار إلى قاعدة جوية في مصر على حدود ليبيا. وعلى الرغم من الخلافات الليبية العديدة، والتباينات بين الأطراف الداخلية والخارجية المعنية بالصراع الليبي، إلا أن الصورة العامة تظهر اليوم أن عقدة الخلاف الوحيدة تنحصر في اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، الذي يرفض خيار الحوار ويلوّح بالحل العسكري، وهو ما يتوقف عنده بعض المتابعين لمحاولة إدراجه في سياق ما يجري من تدخلات أطراف خارجية في ليبيا ورهاناتها على هذا الطرف أو ذاك.