l استغلال العطلة لتعويض الدروس الضائعة يتنافى مع التعليمة الوزارية تشهد المؤسسات التربوية على المستوى الوطني عزوفا تاما للأساتذة عن تقديم دروس الدعم التي أعلنتها وزارة التربية بدأ من يوم أمس، رغم المقابل المالي المخصص لكل ساعة من هذه الساعات الإضافية، فيما استغل بعض الأساتذة هذه الفرصة لتعويض الدروس الضائعة، ما يتنافى بشكل واضح مع التعليمة الوزارية.
قرر الأساتذة والمعلمون في الأطوار التعليمية الثلاثة مقاطعة دروس الدعم التي تقدمها المؤسسات التعليمية خلال العطلة الربيعية، حيث اغتنم هؤلاء فرصة الاختيارية التي أتاحتها وزارة التربية، بعد إجبارهم على تقديم هذه الدروس، لإعلان تمردهم على الوزارة، التي سبق وأن قامت بخصم مبالغ مالية من رواتب الأساتذة المضربين خلال الفصل الأول من العام الدراسي، وهو ما اعتبره هؤلاء فرصة لرد الصفعة للوزارة المعنية، وهو ما أكده الخبير في الشأن التربوي كمال نواري الذي أكد أن المقابل المادي الذي يحصل عليه كل أستاذ لقاء تقديم الدروس التدعيمية والتحضيرية للامتحانات الرسمية خلال العطلة الربيعية، لم يكن حافزا للأساتذة حتى يرضخوا لقرارات وزارة التربية التي لم تجبرهم على القيام بالعملية، بل جعلت الأمر خيار في يد هؤلاء. وبالرغم من التعليمة الوزارية التي أعلنت عنها وزارة التربية نهاية الأسبوع الماضي، والتي تقضي بفتح المؤسسات التربوية خلال عطلة الربيع لتقديم دروس الدعم، خاصة بالنسبة لتلاميذ الأقسام المقبلة على امتحانات نهائية، حيث أكدت أن هذا الأمر جاء في إطار تنظيم الدعم البيداغوجي وتحضير التلاميذ للامتحانات، فقد انتهز بعض الأساتذة الفرصة لإجبار كل التلاميذ على الحضور لتدارك ما فاتهم من الدروس، من خلال تعويض المواد لإكمال البرنامج السنوي، وهو ما اعتبره كمال نواري منافي للقرار الوزاري، كما أنه مجحف في حق التلميذ الذي يحرم قسرا على الحضور للمدرسة خلال أيام العطلة لتلقي الدروس، بدل الاستفادة من هذا الوقت للمراجعة وحل التمارين، تحضيرا لخوض الامتحانات الرسمية المنتظرة نهاية السنة. ويضيف كمال نواري أن المدارس بأطوارها الثلاث تستمر في فتح أبوابها للتلاميذ خلال الأسبوع الأول من العطلة الربيعية، حتى يتمكن هؤلاء من المراجعة ضمن مجموعات تحت إشراف مؤطرين تربويين من مدراء ومستشاري التربية، حتى يمكنوا التلاميذ المقبلين على الامتحانات الرسمية من تحسين قدراتهم المعرفية من خلال المراجعة الجماعية، في ظل غياب واضح للأساتذة المعنيين. وكانت وزيرة التربية، قد أعلنت خلال بيان لها يوم الأربعاء الماضي، أنه سيتم الإبقاء أبواب المؤسسات التربوية مفتوحة، لضمان مواصلة الخدمة الإدارية والتربوية، أما فيما يخص المرافقة البيداغوجية الدائمة والمستمرة لتلاميذ أقسام الامتحانات النهائية، ولما لهذه العملية من أثر ايجابي في الرفع من المردود التربوي وتحسين النتائج المدرسية وتمكين التلاميذ من فرص النجاح، فقد أمرت بن غبريط ببرمجة حصص الدعم المدرسي بمختلف صيغه المتمثلة في الابتدائي، المتوسط، والثانوي لفائدة فئة التلاميذ الراغبين في تلقي هذه الحصص التدعيمية، وذلك في الفترة الممتدة من يوم السبت 18 مارس إلى غاية يوم الخميس 23 من نفس الشهر من خلال تسطير برنامج يعد لهذا الغرض.