كشف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن منشأة تخصيب اليورانيوم الكورية الشمالية ازداد حجمها مرتين خلال السنوات القليلة الماضية، مع تنامي الشعور بالقلق لدى الولاياتالمتحدة خصوصا إزاء برنامج التسلح الكوري الشمالي. ولفت أمانو في تقرير نشرته صحيفة ”وول ستريت جورنال” يوم الاثنين إلى أنّ ”الوضع سيء جدا، وقد دخل مرحلة جديدة”. وأضاف ”كل المؤشرات تشير إلى أن بيونغ يانغ تحقق تقدما، مثلما أعلنوا”. وقال أمانو أن بيونغ يانغ وسعت بسرعة منشآت تخصيب اليورانيوم وإنتاج البلوتونيوم خلال السنوات الأخيرة، معربا عن شكوكه في إمكانية الحل الدبلوماسي. ولطالما رغبت بيونغ يانغ في صنع صاروخ يمكن تزويده بشحنة نووية وقادر على بلوغ الولاياتالمتحدة. وكان الزعيم كيم جونغ-أون أشرف بنفسه مؤخرا على تجربة تشغيل محرك صاروخ جديد يعمل بكفاءة عالية، تم تطويره حديثا على سطح الأرض في معهد العلوم الدفاعي. وقال الزعيم الكوري الشمالي ”إن التجربة لها مغزى تاريخي لولادة صناعة الصاروخ الذاتي الدفع بعد أن اعتمدت الدولة على تقنيات دول أخرى، مضيفا ”أن العالم سيشهد قريبا ما مغزى هذا الإنجاز العظيم اليوم، ومع تطوير المحرك ذي الكفاءة العالية، تم ترسيخ أسس علمية يمكن الدولة التنافس مع العالم في مجال التطوير الفضائي على وجه الخصوص القدرة على نقل الاقمار الصناعية إلى الفضاء”. وتزامنت التجربة مع مناورات ”فرخ النسر”، التي تجريها واشنطن مع سيئول للتحضير لأي استفزازاتمحتملة من الشمال في المياه حول شبه الجزيرة الكورية. كما تزامنت تجربة بيونغ يانغ الأخيرة مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيرليسون إلى كوريا الجنوبية واليابان والصين لإرسال رسالة تحذير قوية إلى كوريا الشمالية، بعد إظهار بيونغ يانغ عزمها على مواصلة نشاطها لتطوير تقنيات جوهرية مستخدمة للصواريخ طويلة المدى وأقمار صناعية لوضعها على المدار. وقال تيلرسون خلال زيارته لكوريا الجنوبية الأسبوع الماضي، أن واشنطن ستتخلى عن سياسة ”الصير الاستراتيجي” التي أخفقت وحذر من أن الحل العسكري بات أمرا واردا. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انتقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قائلا: ”إنه يتصرف بشكل سيئ للغاية”. وقال ترمب للصحفيين لدى مغادرته منتجع مار إيه لاغو الذي يملكه في ولاية فلوريدا حيث أمضى عطلة نهاية الأسبوع، إن مسؤولي إدارته عقدوا اجتماعات في مطلع الأسبوع بشأن كوريا الشمالية وقضايا أخرى. وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، كوريا الشمالية ”للكف عن الاستفزاز والامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلّقة بأنشطتها النووية”، معرباً عن قلقه بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية ونريد من كوريا الشمالية الامتثال الكامل لكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والكف عن الاستفزاز”. يشار إلى أن كوريا الشمالية تخضع لعقوبات دولية، بموجب 6 قرارات معتمدة من قبل مجلس الأمن الدولي منذ عام 1993. وكان المجلس قرر العام الماضي تشديد العقوبات من خلال قراره رقم 2270، الذي نص على ”خضوع جميع الشحنات من وإلى كوريا الشمالية، لتفتيش إلزامي، إضافة لفرض حظر على تصديرها الفحم والحديد والذهب والتيتانيوم والمعادن النادرة، وحظر استيرادها وقود الطائرات، إضافة إلى كل المواد المتعلقة بالنشاط النووي”.