كثر الكلام مؤخرا عن شركة إنتاج تونسية تسيطر على أغلب الإنتاجات التلفزيونية في الجزائر، ووصل مداها لاحتكار سوق الإشهار كذلك، ومما زاد من الجدل مسألة اللوحات الإشهارية الخاصة بالترويج للانتخابات التشريعية القادمة، حيث اتضح أن الشركة هي المسؤولة عن هذه الملصقات الإشهارية، وما زاد الطين بلة عندما انكشف أن صور الملصقات مستنسخة من إشهار أمريكي وتم تغيير العبارات الواردة فيه التي تمّ تحويلها إلى عبارات تدعو للانتخاب. فضيحة استنساخ الصور من طرف الشركة التونسية، جعلتنا نبحث عن مشاريع هذه الشركة في الجزائر، فاتضح بأنها تحتكر الإنتاج التلفزيوني هذه السنة وأغلب الأعمال التلفزيونية التي ستعرض خلال شهر رمضان القادم من إنتاج شركة not found، حيث فاقت أعمالها هذه السنة الثمانية، ما يجعلنا نطرح السؤال ما كل هذا النفوذ الذي تتمتع به الشركة لكي يجعلها تحتكر السوق التلفزيونية في الجزائر. تفيد المصادر أن الشركة التونسية التي تنقسم لفرعين، فرع مكلف بالإنتاج، والفرع الآخر تنظيم الحفلات وجلب أبرز الأسماء الفنية في العالم، خصوصا خلال شهر رمضان، حيث تعكف well sound التابعة لنفس الشركة على تنشيط خيمة فندق ”الهيلتون” طيلة شهر كامل، في حين كان يرعى تلك الحفلات متعامل الهاتف النقال جيزي، ولكم أن تتخيلوا القيمة المالية لهذه الرعاية. نشر الممثل الجزائري عماد بن شني على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك رسالة يشتكي فيها من تظلم شركة not found، التي تهين الفنانين الجزائريين، حيث قال بن شني في هذا المنشور أنه برفقة مجموعة من الممثلين الجزائريين تمت دعوتهم إلى مكتب الشركة في باب الزوار، قصد العمل معهم في مسلسل درامي جديد تحت عنوان ”الخاوة”، ويتم الاتفاق معهم في كل شيء حول الأمور المادية والمعنوية وطريقة العمل، ثم يؤكدون أن التصوير سيبدأ بعد أيام، ولكن في نهاية المطاف يقومون باستبدال الفنان دون سابق إنذار، وهو ما يعتبر إهانة صارخة للفن في الجزائر وتشويه لصورة المنتوج الدرامي الجزائري. ويقول بن شني أن كلام القائمين على الشركة يظهر في الأول مغلفا بالاحترافية ولا يخرج عن إطار نظرتهم الجديدة وعن الجودة وعن احترام الفنانين الجزائريين، ولكن واقعهم مشبوه وملغم، يحمل نوايا خبيثة، فهذه الشركة المجهولة التي تحولت إلى ”عملاق” في الإنتاج بين عشية وضحاها، تأمر وتتسلط وتستبد في مجال الفن في الجزائر، تستثمر في حظ الفنان الجزائري العاثر بين قلة الفرص وغياب القوانين التي تحميه. الشركة التونسية التي عمرها 4 سنوات فقط، استطاعت في ظرف قياسي بسط يدها على السوق الفنية من خلال برامجها وحتى حفلاتها المدعومة من طرف متعاملي الهاتف النقال، الذين يسارعون في دعم الشركة، في وقت يمتنعون عن تمويل التظاهرات الثقافية الجادة في الجزائر. هذه الشركة التي استطاعت أن تضع رجلها في الجزائر بمساعدة بعض الأشخاص، تقول المصادر بأنهم مسؤولون في تجارة الخمور، وتمكنت من احتكار الإنتاج التلفزيوني بتواطؤ من مسؤولي الإنتاج سواء في القنوات الخاصة أو حتى التلفزيون العمومي، الذي مكن الشركة أكثر من ثلاثة مشاريع هذه السنة في وقت تقبع سيناريوهات الجزائريين في الأدراج، ربما لأنهم لا يعرفون الطريقة المثلى للوصول إلى بئر التلفزيون والمتمثلة أساسا في تقديم الرشاوى والهدايا أو ما يعرف بالنسبة أو ”البورسونتاج”. كل البرامج تقريبا التي تشرف عليها هذه الشركة تجدها مدعومة من طرف مؤسسات جزائرية كبيرة على رأسها متعاملو الهاتف النقال، في صورة جيزي وموبيليس، فجيزي تعتبر الراعي الرسمي للحفلات التي تقيمها الشركة في الجزائر، في حين قامت موبيليس السنة الماضية بتمويل السلسلة الكوميدية ”بيبيش وبيبيشة” والتي قيل عنها كلام كثير، وذهبت بعض المصادر للقول أن هذا البرنامج الذي بث على التلفزيون العمومي وصل حديثه لمجلس الوزراء. ”بيبيش وبيبيشة”، ”تحت المراقبة”، ”في دارنا”، ”الخاوة”، ”دي زاد كوميدي شو”، ”معيشة ديزاد”، ”مسرح الجريمة”، ”فورنيت شو”، ”افتح قلبك”، وغيرها كلها عناوين لبرامج هذه الشركة التي لم تترك شيئا وراءها وكأن الجزائريين لا يملكون شركة إنتاج، حيث أن أغلبهم دخلوا في بطالة مرغمة بحكم غياب المشاريع التي ذهبت كلها للشركة التونسية not found، وهنا نطرح السؤال كيف دخلت هذه الشركة إلى الجزائر؟ وكيف أدخلت الفنانين الجزائريين في بطالة خصوصا التقنيين، حيث أن أغلب التقنيين الذين يشتغلون مع هذه الشركة أجانب، في وقت التقنيون الجزائريون مصيرهم البطالة.