استطاعت الجزائر من افتكاك أربعة جوائز في الأيام الوطنية الثانية للمسرح التجريبي في نسختها العربية، التي أقيمت في مدينة العلمة، فيما فاز العرض التونسي ”ريش النعام” بالجائزة الكبرى ”الطير الذهبي”. فازت الجمعية الثقافية للفنون الدرامية ”صرخة الركح” لمدينة تمنراست، بجائزة الطير الفضي عن مسرحية ”هدوووء”، كما نالت ”وهيبة باعلي” من الجمعية ذاتها جائزة أحسن ممثلة، وتمكنت ”أنا والماريشال” من التتويج بجائزة الطير البرونزي، ناهيك عن جائزة أحسن ممثل لفؤاد بن دوبابة. في عرض أقل ما يقال عنه أنه متميز، أبدع الممثلان بوحجر بوتيشي وفؤاد بن دوبابة في خلق جو من الضحك بين الجمهور، حيث أخذاه في فسحة من الفرجة عبر أطوار مسرحية تدور أحداثها بين شخصيتين، بين الخير والشر، بين التسلط والظلم، وبين الوفاء والوطنية، بين الماريشال الذي يمثل التسلط والدكتاتورية والظلم وبين الجندي البسيط ألفونسو الذي يطيع وينفذ دون عصيان. وفي طابع هزلي استطاع الممثلان، وسط سينوغرافيا عبارة عن نقطة مراقبة، إيجاد الإيقاع المناسب، فالماريشال الذي مثل دوره بوحجر بوتشيش ورغم طبيعة الدور الذي يتميز بالصرامة نظرا لطبيعة الشخصية، إلا أن بوتشيش بفضل تمرسه تمكن من تقمص الدور على اكمل وجه واستطاع خل الخلفية الكوميدية، وفي الجهة المقابلة كذلك أعطت حركية وخفة الممثل فؤاد بن دوبابة بهارات إضافية للمسرحية، خصوصا وأن التفاهم والتنسيق بين الممثلين ظهر على مستوى عال. تتجسد قصة المسرحية في الماريشال الذي يقوم باختلاسات، ويقرر الفرار مع الجندي ألفونسو، هذا الأخير يكرس نفسه في خدمة الماريشال، ومرة في إحدى خرجاته إلى المدينة قرأ الجرائد ليكتشف حقيقة الماريشال، فيقوم بتكبيله ليتم القضاء عليه لاحقا. وقال الممثل بوحجر بوتشيش الذي جسد دور الماريشال في تصريح سابق ل”الفجر”أن مسرحية ”أنا والماريشال” كان من المرفوض إنجازها سنة 2013، حيث عرضت عليه الفكرة ولكن نظرا لارتباطاته لم يستطع تجسيد العمل، حتى 2014 لما التقى مع فؤاد بن دوبابة الذي يعتبره رفيق الدرب في المسار المسرحي. وعن نص المسرحية، قال بوتشيش أنها للأستاذ أحمد كارس من المغرب، حيث قاموا بالاشتغال عليه من حيث اللغة وبعض الأمور الأخرى، مضيفا أن الدور الذي تقمصه وهو شخصية الماريشال الطاغية الذي خان وطنه وحاول الهروب واصطحب معه الجندي البسيط المحب لوطنه. وأضاف بوتشيش أن تركيبة الشخصية معقدة لإنسان مريض نفسيا ومعقد، وهو صانع نظام معين، حاول تطبيق سياسية معينة، وفي النهاية دكتاتور وصنيعة محيط وتركيبة خاطئة، وهي الأدوار التي تستهويه لأنه يحاول دائما تقديم الأدوار الصعبة وإعطاء لمسته الخاصة. للإشارة، وصلت مسرحية ”أنا والماريشال” لعرضها المئة وحققت نجاحا كبيرا، كما نالت العديد من الجوائز في مختلف المحافل المسرحية في الجزائر والخارج.