تشارك مسرحية ”أنا والماريشال” خلال تظاهرة ”قيروان المسرح” المزمع عقدها في الفترة الممتدة بين 27 مارس و4 أفريل 2016، وهي تظاهرة دولية في طبعتها الأولى، تهدف لتبادل الخبرات الركحية والاطلاع على تنوع الأطروحات الجماليات. واعتبر طاقم مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان، منظم التظاهرة، أن مسرحية ”أنا والماريشال” تجربة ركحية فريدة وفرصة للتعريف بإبداعات الشباب بالمسارح العربية. تعالج مسرحية ”أنا والماريشال” مسألة المواطنة والخيانة في فصلين يشهدان صراع ثنائية الخير والشر، يتقمّص ”بوحجر بوتشيش” و”فؤاد بن دوبابة” شخصيتي ”الماريشال” وألفونسو” تواليا. تتناول المسرحية المنتجة من قبل تعاونية ”ورشة الباهية”، حكاية إدارة عسكرية تفطنت إلى اختلاسات تورّط فيها ”الماريشال”، فسعت لمحاكمته سرًا، إلا أنّ الماريشال تفطن لذلك ولاذ بالفرار باتجاه غابة بعيدة، وأخذ معه الجندي ”ألفونسو” موهما إياه بأنهما في مهمة سرية خارج المدينة بعيدا عن الأنظار، مستغلا سذاجته وحبه للوطن لأجل أن يخدمه شخصيا. وبطريقة فيها الكثير من الإهانة والتهكم والسخرية وجنون العظمة على وقع أنا وبعدي الطوفان، إلى أن أتى اليوم الذي علم فيه الجندي بخيانة الماريشال عندما اكتشف أمره وأراد قتله، وهكذا انقلبت الأمور على الماريشال في مشهد مهين انتهى بجنونه، نتيجة ما اقترفه من خيانة. مسرحية ”أنا والماريشال” هو عمل أقل ما يقال عنه أنه متميز، أبدع الممثلان في خلق جو من الضحك بين الجمهور، حيث أخذاه في فسحة من الفرجة عبر أطوار مسرحية تدور أحداثها بين شخصيتين، بين الخير والشر، بين التسلط والظلم، وبين الوفاء والوطنية، بين الماريشال الذي يمثل التسلط والدكتاتورية والظلم وبين الجندي البسيط ألفونسو الذي يطيع وينفذ دون عصيان. وفي طابع هزلي، استطاع الممثلان، وسط سينوغرافيا عبارة عن نقطة مراقبة، إيجاد الإيقاع المناسب، فالماريشال الذي مثل دوره بوحجر بوتشيش ورغم طبيعة الدور الذي يتميز بالصرامة نظرا لطبيعة الشخصية، إلا أن بوتشيش بفضل تمرسه تمكن من تقمص الدور على أكمل وجه واستطاع خلق الخلفية الكوميدية، وفي الجهة المقابلة كذلك أعطت حركية وخفة الممثل فؤاد بن دوبابة بهارات إضافية للمسرحية خصوصا وأن التفاهم والتنسيق بين الممثلين ظهر على مستوى عال. النص للكاتب المغربي ”أحمد كارس” كتب باللهجة المغربية، وقام ”بوعبد الله” بتنقيحه وقدمه بديكور جسّد الغابة مستعملا أبسط الوسائل حتى يكون متناسقا ومنسجما مع محتوى وغاية العرض.