التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الإثنين، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض بواشنطن، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات، إضافة إلى بحث مكافحة الإرهاب، والقضية الفلسطينية وسبل إحياء السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، إن زيارة الرئيس تكتسي أهمية كبيرة، خصوصًا في ظل التحديات والأزمات التي تعصف بالمنطقة. وقال يوسف، عقب وصول السيسي، إلى العاصمة الأمريكية، إن التصدي للإرهاب يعد أهم التحديات التي تواجه البلدين والعالم كله في الوقت الراهن، إذ تعتبر الزيارة فرصة لاطلاع الجانب الأمريكي على وجهة النظر المصرية بهذا الخصوص. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أنّ ملفا فلسطين وليبيا سيحتلان حصة الأسد في مباحثات السيسي وترامب. ووصل السيسي إلى واشنطن، يوم السبت، في زيارة رسمية تستغرق 5 أيام. وعقد الرئيس المصري على هامش زيارته لقاءات مع قيادات اقتصادية دولية من بينها رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم استعرض خلالها برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تضطلع به الحكومة المصرية منذ نوفمبر الماضي. كما التقى السيسي رئيس مجلس إدارة شركة جنرال إليكتريك جيفرى إيمليت. كما سيجري السيسي عددا من اللقاءات مع مسئولين في الإدارة الأمريكية وفي الكونغرس، إضافة إلى قيادات في مجتمع الأعمال الأمريكي. ومنذ عام 2010، اقتصرت الزيارات الرئاسية المصرية لأمريكا على الزيارة السنوية لمدينة نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت آخر زيارة لرئيس مصري إلى البيت الأبيض تلك التي أجراها الرئيس الأسبق حسني مبارك في أيلول 2010، والتقى خلالها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قبل أن تطيح بالأول ثورة شعبية في كانون الثاني 2011. وتزامنا مع لقاء السيسي بترامب، نظمت منظمات حقوقية مظاهرة يوم أمس أمام البيت الأبيض. حيث تظاهر مئات الأمريكيين من أصول مصرية في واشنطن، احتجاجا على زيارة السيسي للولايات المتحدة. وارتدى المحتجون اللون الأبيض الذي يرتديه السجناء في مصر، ورفعوا لافتات حملت صور عدد من المعتقلين السياسيين في مصر، إلى جانب مطالبة ترامب بعدم استقبال السيسي. وقالت منظمة ”هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، إن لقاء السيسي المرتقب مع ترامب ”ينعقد في لحظة بلغت فيها حقوق الإنسان الحضيض في مصر، وأصبحت فيها مهددة في الولاياتالمتحدة”. وقالت المنظمة إن قوات الأمن المصرية ”في عهد السيسي اعتقلت عشرات الآلاف من المصريين، وارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وتشمل التعذيب والإخفاء القسري، وربما عمليات إعدام ميداني خارج نطاق القضاء”. وشارك في الاحتجاج المعتقل المصري السابق محمد سلطان، الذي أفرجت عنه السلطات المصرية بعد إضرابه عن الطعام لأكثر من عام. وقال سلطان في كلمة له خلال الوقفة إن ”السجون المصرية تضم عدداً كبيراً من المعتقلين دون وجه حق”. ودعا الولاياتالمتحدة ل”قطع المساعدات العسكرية التي تقدمها للقاهرة”. وتمنح الولاياتالمتحدة مصر سنويا مساعدات بقيمة تقارب 1.5 مليار دولار، بينها 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية. وسلمت واشنطنالقاهرة معدات عسكرية خلال الأشهر الماضية، لدعمها في المواجهات الحرب ضد الإرهاب الدائرة بسيناء. ولم تعلق الحكومة المصرية حتى الآن على هذا التقرير، لكنها أعلنت في وقت سابق إن هيومن رايتس ووتش ”ليست لها مصداقية كونها تقدم تقارير مغلوطة وتروّج للأكاذيب” وتؤكد الحكومة المصرية أن إجراءاتها تهدف إلى الحفاظ على الأمن وتحقيق الاستقرار في مصر التي تعاني من اضطرابات منذ ثورة 25 يناير عام 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وعزل الجيش المصري بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم في أعقاب احتجاجات عارمة مناهضة لحكم الإخوان في جويلية 2013. وإثر ذلك أوقفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما المساعدات العسكرية لمصر وقيمتها 1.3 مليار دولار سنويا. وكان ترامب التقى السيسي خلال حملته الانتخابية أثناء زيارة الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2016. وأصدر حينها بيانا أعلن فيه دعمه للحرب التي تشنها مصر ضد الإرهاب. وتُعد مصر ثاني أكبر دولة تتلقى المساعدات العسكرية سنويا من الولاياتالمتحدة، بعد إسرائيل.