باشرت وزارة الثقافة الجزائرية إجراءات خاصة لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم ”اليونسكو” لمطالبة السلطات المغربية ”برفع يدها عن الموروث الثقافي المحلي”. وجاءت هذه الخطوة عقب ”تعدد عمليات السطو على أغانٍ تراثية جزائرية من طرف فرق محلية مغربية تنسب أغاني فنية جزائرية الأصل إليها”، بحيث أعرب الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة عن استغرابه من ”سرقة فرقة الراب فناير المغربية لأغنية غوماري التي ألفها الجزائري شريف لوزني مولاي حسن، وهي من فولكلور منطقة جنوب غرب الجزائر المؤدى من طرف فرقة قرقابو، والمحفوظة في الديوان الجزائري للملكية الفنية منذ ال22 من نوفمبر 1992”. ولفتت السلطات الجزائرية إلى أن ”غوماري أغنية جزائرية مسجلة في الفهرس العالمي لحقوق المؤلف الموجود في قاعدة البيانات والمعلومات CISAC وتحمل رقمًا عالميًّا هو ISWC T0028009586، ما ينفي مغربية الأغنية مثلما جرى بثه من طرف فرقة محلية على قناة يوتيوب لأغنية نقول مالي، المصورة على طريقة فيديو كليب في محاكاة لأغنية غوماري لعائشة لبقع”. وقالت فرقة ”فناير” إن ”الكلمات من تأليف أعضاء الفرقة أشرف أعراب ومناني خليفة، ومن ألحان وتوزيع محسن تيزاف الذي نسب الأغنية إلى التراث المغربي الذي أراد تجديده بإيقاعات جديدة للموسيقى العصرية”. وأشار الديوان الجزائري للملكية الفكرية إلى أن ”منطقة شمال إفريقيا تشترك فيما بينها في قسم كبير من التراث في مختلف المجالات، لذلك يصعب أحيانًا التفريق أو التصنيف، وبذلك يصبح المصنف عبارة عن تراث مشترك خاصة بالمناطق الواقعة في الحدود المشتركة بين الجزائر والبلدان المجاورة”. ونوه المصدر ذاته إلى ”ريادة الجزائر عربيًا وإفريقيًا في مجال الحماية الأدبية والفنية، إذ تعتبر من الدول السباقة إلى تسجيل وحماية المصنفات الفكرية على غرار طبق الكسكس التقليدي وأغنية الراي التي تلقى رواجًا كبيرًا في الجزائر والمغرب المتنافسين في الموسيقى والأداء”. وقال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، ”لن نتنازل بتاتًا عن تراثنا الفني ولن نسمح بمحاولات تشويهه أو السطو عليه، عبر مساع مغربية لتصنيف أغان جزائرية كتراث مغربي”، في إشارة أيضًا إلى الفنان المغربي سعد لمجرد المتهم بسرقة أغان جزائرية وتقديمها كتراث محلي. وقال الوزير ميهوبي ”تقدمت بملف كامل لتصنيف هذا الطابع الغنائي كتراث جزائري وليس باسم دولة أخرى، لقطع الطريق أمام جهات تحاول السطو على التراث والموروث الثقافي الجزائري في المحافل الدولية”، مشيرًا إلى أن ذلك ”لا يعني عدم الاستفادة من الموروث الثقافي المشترك بمنطقة شمال إفريقيا”.