l ”انتقاد سعداني لولد عباس لا يقلل من مسؤوليتهما عن نكسات الأفالان” يعتقد العضو القيادي في الأفالان عبد الرحمان بلعياط، في حديث ل”الفجر”، أن اختيار المجاهدة زهرة ظريف بيطاط لحزب حنون خلال تشريعيات 2017، نابع عن قناعة شخصية، وهو تصرف منعزل عما قامت به في وقت سابق رفقة مجموعة من المجاهدين ضد عمار سعداني، كما يصنف بلعياط انتقادات سعداني لولد عباس في سياق الحملة التي تطال الأخير بسبب خروقاته العديدة في إعداد القوائم الانتخابية. ”الفجر”: انتهت الحملة الانتخابية للأفالان في ظل تشتت القاعدة، هل تتوقعون تراجع الحزب مقارنة بتشريعيات 2012؟ بلعياط: نعم أوضاع الحزب في هذه الانتخابات ليست كأوضاعه سنة 2012، لأن القوائم تم وضعها بطريقة غير صحيحة وتم إقصاء العديد من المناضلين الذين انتخبتهم القاعدة في الدور الأول بالقسمات، وتمت تنحيتهم على المستوى الأعلى، وخاصة من قبل الأمين العام جمال ولد عباس. فالوضع الآن مختلف عن وضع 2012، ومع ذلك قام المناضلون بمن فيهم أعضاء القيادة الموحدة للأفالان بتنشيط الحملة لصالح مرشحي الحزب من أجل بقاء الأفالان في المرتبة الأولى، ورغم وجود عيوب كثيرة في الانتخابات الأخيرة داخل الأفالان، فأنا أتوقع أن يحرز الحزب المرتبة الأولى مادام رئيس الجمهورية هو رئيس الحزب. ومع ذلك يتحمل جمال ولد عباس تدهور الوضع والانحدار الذي وقع داخل الحزب، خاصة الفضائح المالية التي هزته في عزّ التحضير للانتخابات، وهو في رأيي نتيجة متسلسلة للأزمة التي تضرب الحزب منذ 2013، ولا تزال متواصلة. الرئيس بوتفليقة وفي رسالته الموجهة للشعب مؤخرا من أجل التصويت، لم يلمح للأفالان مقارنة بتشريعيات 2012، عندما قال إنه رئيس الحزب، ما رأيك؟ بوتفليقة لم يقل ما قاله في تشريعيات 2012، بأن ”حزبه معروف” أي الأفالان، قناعة منه أن الجميع اليوم يعلم أنه رئيس الحزب وهو ما لم يكن سنة 2012، ولهذا السبب فقط لم يكرر ما قاله في سطيف حيث وجه صراحة كلامه للناخب للتصويت على الأفالان لأنه حزبه، وهو اليوم عندما وجه الرسالة للشعب ودعاه للتصويت بقوة في الانتخابات، في تقديرنا يريد أن يحصل الأفالان على الأغلبية المعروفة التي يحتاجها في البرلمان لمواصلة مشواره السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وبالتالي من حق رئيس الجمهورية اليوم الدفاع عن الأفالان والرغبة في تحقيقه المرتبة الأولى في هذه التشريعيات. لكن الرئيس دعا للحياد في الرسالة وأعطى ضمانات للناخب باحترام صوته؟ نعم الحياد هو خاص بالمسؤولين الذين طالبهم بالوقوف على نفس المسافة من الجميع، أحزابا ومترشحين، وهذا أمر عادي، لكنه حريص على أن يكون حزبه في المرتبة الأولى، وإلا لكان قد تخلى عن منصب رئاسة الحزب، أما احترام صوت الناخب فهو للتأكيد على المشاركة ومحو أي هواجس خاصة بالتزوير، لكن هذا لا ينفي دفاع الرئيس عن الأفالان وحرصه على أن يكون في المرتبة الأولى. الأفالان في الحملة الانتخابية كان أكثر الأحزاب تشتتا، في حالة عدم فوز الحزب، ما هي السيناريوهات التي تتوقعونها؟ في حال وقوع ذلك، فإن من يتحمل المسؤولية الأولى عن الوضع هو جمال ولد عباس، لأنه أخلّ بالمهمة التي أوكلت له من قبل رئيس الحزب، ولأنه استفرد بإعداد القوائم الانتخابية وحده، في سابقة لم تحدث في عهد الأمناء العامون للأفالان، فجميعهم أوكلوا مهمة تحضير القوائم للآليات القانونية داخل الأفالان، وبالتالي فإن ولد عباس سيتحمل نتيجة خياراته كاملة وجميع الفضائح التي وقعت قبل وخلال الحملة. انتقد عمار سعداني مؤخرا قوائم ولد عباس، فهل يعني هذا أن مهمة ولد عباس ستنتهي بعد الانتهاء من الانتخابات مباشرة؟ انتقاد عمار سعداني لقوائم الحزب، تزامنت وانتقادات مماثلة من القاعدة، ونحن في القيادة الموحدة للأفالان واجهنا هذا الاستياء بالقاعدة، ومع ذلك دعونا المناضلين لتجاوز الأمر ودعم الحزب مهما كانت الظروف، لأن المرحلة الحالية صعبة وتحتاج لتضافر جهود الجميع. المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، تساند حزب العمال في هذه التشريعيات، وقد ربطت انحيازها هذا بحفاظ حزب حنون على مكاسب الثورة التحريرية؟ انحياز زهرة ظريف بيطاط إلى حزب حنون، نابع عن قناعة شخصية لها وعلاقتها الطيبة مع الأمينة العام لحزب العمال، وهي شخصية لا غبار عليها، وهي حرة في اختياراتها، أما بالنسبة للتأكيد أن حزب العمال هو من يحافظ على فحوى رسالة نوفمبر والطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية، فأنا أعتقد أن الأفالان هو من يحافظ على ذلك وهو الوحيد الذي يحمل أمانة رسالة أول نوفمبر والثورة حتى الآن. ألا يندرج خيار بيطاط في هذا التوقيت في إطار حملة غضب جديدة ضد الأفالان كتلك التي قامت بها مجموعة من المجاهدين ضد سعداني؟ لا أعتقد ذلك وإلا لكانت قد صرحت بذلك بكل صراحة، مثلما قامت به في الرسالة التي وجهتها ومجموعة من المجاهدين للرأي العام ضد عمار سعداني قبل تنحيته من قبل رئيس الجمهورية. بعد انتهاء الانتخابات، هل ستواصل القيادة الموحدة انتقادها للقيادة الحالية؟ نعم سنواصل انتقادنا ونضالنا، لأن الحزب في تقديرنا لا يزال في حاجة إلى إصلاح كبير وهو فاقد للشرعية، ولابد من تنظيم مؤتمر جامع، وموحد يلم الشمل، ما دام ولد عباس فشل في المهمة التي كلفه بها رئيس الجمهورية.