يباشر الأمين العام لجبهة التحرير الوطني سلسلة من اللقاءات مع العديد من الفعاليات يستهلها بلقاء هام مع وفد عن المجاهدين الذين طالبوا الرئيس بوتفليقة خلال نهاية جويلية بتنحية عمار سعداني باعتبار أنه استحوذ رفقة ثلة من رجال الأعمال المشكوك فيهم على اسم جبهة التحرير الوطني، لأغراض شخصية. وحسب المصادر التي أوردت الخبر ل"الفجر" فإن اللقاء الذي سيجمع ولد عباس خلال أيام بمجموعة من المجاهدين أبرزهم زهرة ظريف بيطاط التي كانت في مقدمة المطالبين برحيل سعداني سيكون بمثابة فرصة لإذابة الجليد الذي رسم خلال فترة سعداني وهي الفترة التي شهدت نشوب خصومات وعداءات مع العديد من الجهات في مقدمتهم فئة المجاهدين التي كانت قد عجلت برحيله من على رأس الأفالان كما أنها كانت المرحلة التي واجه أمين عام الحزب السابق مطالب من داخل الحزب للرحيل قبل الانتخابات التشريعية المقبلة. ويأتي هذا اللقاء حسب مصادرنا بطلب من ولد عباس الذي كرر منذ أن تولي منصب الأمانة العامة للحزب أنه جاء لجمع شمل أبناء جبهة التحرير الوطني وأطلق نداءات للعودة، كما يرى ولد عباس حسب مقرين منه أن قضية المجاهدين تعتبر نقطة جد مهمة لاعتبارات تاريخية، وسياسية باعتبار أن الفترة الأخيرة شهدت غضب كبير من طرف هذه الفئة التي كانت دعت مجاهدين آخرين للالتحاق بمبادرة طلب تنحية سعداني التي وقعها كل من العميد المتقاعد والقيادي الأسبق في الحزب، عبد المجيد شريف، محمد عبد الملك، والي أيت أحمد، الرائد عز الدين، عبد القادر بلعربي، زهرة ظريف بيطاط، مريم بوحمزة، عبد الرحمان شريف مزيان، مولود دهلال، حبيب قرفي، جلالي قروج، محفوظ راشدي، والعقيد المتقاعد حسين سنوسي، وياسف سعدي. وفي سياق آخر، أكدت مصادر رسمية أن قرار إقالة سعداني كان قد اتخذ في فترة غيابه عن الساحة خلال الصائفة الماضية، حيث كان الوزير الأول عبد المالك سلال على علم بالأمر قبل فترة، إلا أن الظروف عجلت برحيل سعداني في توقيت مدروس. خ.ق المجاهد آيت أحمد وعلي يطالب خلال اجتماع القيادة الموحدة للأفالان إعادة الشرعية ولم شمل جميع الإطارات المهمشة منذ 2013 حضر العضو القيادي في مجموعة ال14 للمجاهدين التي وقعت على رسالة تطالب فيها برحيل عمار سعداني، اجتماع عقدته القيادة الموحدة للأفالان بولاية تيزي وزو. واعتبر المجاهد وعضو جيش التحرير الوطني، آيت أحمد وعلي بارك، في الكلمة التي ألقاها أمام قيادات الأفالان أن إقالة سعداني من شأنها إعادة الشرعية ولم الشمل وعودة جميع الإطارات التي همشت واستبعدت خلال المرحلة الماضية وخصيصا منذ سنة 2013 سنة تولي سعداني لقيادة الحزب وسلسلة الانحرافات التي تسبب فيها. ومن جانبه ثمن المنسق العام للقيادة الموحدة الأفالان استجابة رئيس الحزب لمطالب الإطارات وقيادته وقيامه بالتصحيح في الوقت المناسب وقبل انعقاد الانتخابات التشريعية القادمة. وأبدى عبد الرحمان بلعياط استعداد الإطارات لإعادة الشرعية للحزب وأحداث قطيعة مع جميع الممارسات الماضية التي كرسها عمار سعداني طيلة قيادته للحزب. وأبدى استعداد المجموعة للحوار والعمل من أجل لم الشمل وإعادة المناضلين الذين همشوا للحزب حتى يلعبوا الدور الذي يليق بالحزب في الساحة السياسية الوطنية. من جانبه قال العضو القيادي في القيادة الموحدة الأفالان بوعلام جعفر أن إقالة سعداني مكنت الأفالان من استعادة أنصاره ومحبيه وجميع من تعاون معهم وأعطى مثالا عن عناصر المجاهدين التي وقعت رسالة للرئيس ممثلا في عضو جيش التحرير الوطني العقيد آيت أحمد وعلي الذي حضر الاجتماع وثمن جهود المجموعة، هو والعقيد المجاهد رمضان. وأضاف بوعلام جعفر أن سعداني امتهن السب والشتم وخلق عداوات مع الجميع واستشهد بالهجوم الذي شنه على بعض ممثلي الأحزاب السياسية كالأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون وقبلها الأمين العام للأرندي والوزير الأول عبد المالك سلال وغيرهم من القياديات السياسية الأخرى التي لم يسبق لأي أمين عام سابق وأن شتمها مثلما شتمها سعداني. وانتقلت بعدها القيادة الموحدة للأفالان إلى بلدية برج منايل ببومرداس لعقد اجتماع آخر في الفترة المسائية. شريفه.ع قبل تموقعها لإعداد القوائم الانتخابية للحزب بلعياط يضغط على ولد عباس لإقالة جناح سعداني أكدت مصادر من حزب جبهة التحرير الوطني من أعضاء اللجنة المركزية للحزب ل"الفجر" أن القيادة الحالية الموحدة الأفالان التي يترأسها عبدالرحمن بلعياط ترمي من خلال تحركاتها الأخيرة وسهام الانتقادات التي وجهها الأمين العام الجديد جمال ولد عباس إلى الضغط على هذا الأخير من أجل تطهير الأفالان من جناح عمار سعداني. وأضافت المصادر أن الحملة التي تستهدف ولد عباس لن تزول إلى غاية إدراج تغييرات جوهرية داخل الأفالان وإقالة جميع أنصار سعداني داخل المكتب السياسي واللجان الدائمة للحزب، وربطت الأمر بتخوفها من التأثير الكبير الذي يمكن أن تمارسه هذه المجموعة داخل هيكل الحزب وتأثيرها الكبير على توجهه خاصة في الانتخابات القادمة. وواصلت أن مخاوف القيادة الموحدة الأفالان مبنية على كون جناح سعداني يتمتع بالنفوذ المالي ومنه امكانية شراء الذمم وجماعات موالية تضغط بها داخل الحزب وتوجهها مثلما تريد. وخصت مصادرنا بالاسم رئيس المجموعة البرلمانية للأفالان محمد جميعي ونواب نافذين وبعض المستشارين السابقين لعمار سعداني. وأكدت أن مجموعة الضغط ستتواصل على ولد عباس إلى غايه إقدام هذا الأخير على إبعاد الجناح المشار إليه سلفا، موضحة أن طريقة التصعيد ستختلف حسب كل مرة وقدرة ولد عباس على إقناع هذه المجموعة. واستبعدت أن تصل المعارضة في إقالة ولد عباس على خلفية الحملة التي قادتها ونجحت فيها ضد سعداني، تقديرا منها أن ولد عباس كان منتظر أن يستلم المشعل باعتباره الأكبر سنا وأن هذا الأخير يستلزم في النهاية بتعليمات رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة. وخلصت للقول في الأخير أن اعتبار الوقت مهم للمجموعة حتى تتموقع قبل إعداد القوائم الانتخابية للحزب.