انطلقت بمدينة بون الألمانية، يوم أمس، فعّاليت مؤتمر الأممالمتحدة لحماية المناخ يشارك فيها مسؤولون حكوميون كبار من نحو 200 دولة وحوالي 4 آلاف خبير من مختلف دول العالم. ومن المنتظر إن يستمر المؤتمر حتى 18 من ماي الحالي؛ لبحث قواعد تطبيق اتفاقية باريس لحماية المناخ. وينعقد المؤتمر، وسط ترقب لخروج محتمل للولايات المتحدة من اتفاقية باريس بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب مؤخرا إنه يعتزم اتخاذ قرار بهذا الشأن، خلال الأيام القادمة. وتبذل دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها ألمانيا، جهودا حثيثة لإقناع ترامب، الذي يريد تعزيز قطاع الفحم في الولاياتالمتحدة، بالعدول عن قراره وعدم الانسحاب من الاتفاق. وكانت 195 دولة اتفقت في اتفاقية باريس لحماية المناخ في ديسمبر عام 2015، على الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض لأكثر من درجتين مئويتين، مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية. وكان ترامب قد هدد خلال حملته الانتخابية بإلغاء اتفاق باريس الموقع في 2015 والذي يهدف إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض من خلال التخلي تدريجيا عن استخدام الوقود الاحفوري. ووقّع الرئيس الأمريكي في 28 مارس، أمراً تنفيذياً من شأنه نسف خطة سلفه أوباما للطاقة النظيفة للحد من انبعاثات الغازات المسببة لتغير المناخ والحد من مخاطره. ووصف ترامب في خطابه أمام حشد كبير في ولاية بنسلفانيا بمناسبة مرور 100 يوم على توليه الرئاسة، اتفاق باريس بأنه أحادي الجانب، وقال إن واشنطن صرفت مليارات الدولارات من أجل الاتفاق فيما لم تدفع دول أخرى مثل ”الصين وروسيا والهند” شيئا، على حد تعبيره. وحث مستثمرون يديرون أصولا تفوق 15 تريليون دولار حكومات العالم وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة على تنفيذ اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي. وورد في خطاب وقعته 214 مؤسسة مستثمرة ونشر أمس: ”بصفتنا مستثمرين مؤسسيين نعمل على المدى الطويل، فإننا نعتقد أن الحد من التغير المناخي أمر ضروري لحماية استثماراتنا”. وأضاف الخطاب ”نحث كل الدول على احترام التزاماتها بموجب الاتفاق”. ومن بين الجهات الموقعة على الخطاب نظام تقاعد موظفي الحكومة في كاليفورنيا وصناديق معاشات تقاعد في دول من السويد إلى استراليا. ووجه الموقعون الخطاب إلى حكومات دول مجموعة السبع قبل انعقاد قمتهم في إيطاليا يومي 25 و26 ماي الجاري ولقادة مجموعة العشرين الذين سيجتمعون في ألمانيا في في غضون جويلية المقبل. يذكر أنّ اتفاقية باريس، التي توصل إليها ما يقرب من 200 دولة في عام 2015، تهدف إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الأخرى من حرق الوقود الأحفوري. والتزمت الولاياتالمتحدة في إطار الاتفاق بتقليص الانبعاثات بما يتراوح بين 26 بالمئة و28 بالمئة دون مستوياتها في عام 2005 بحلول عام 2025.