كشف محافظ المهرجان الدولي للموسيقى السنفونية ومدير المعهد الوطني العالي للموسيقى، عبد القادر بوعزارة، أن المهرجان الدولي سينتظم في الفترة من 18 إلى 22 أكتوبر من نفس الشهر وستكون إيطاليا ضيف شرف المهرجان. قال بوعزارة أن إدارة المهرجان رفعت التحدي رغم الصعوبات المالية التي تواجه المهرجان نظرا لسياسة التقشف التي انتهجتها البلاد وأثرت على كل القطاعات بما فيها قطاع الثقافة والتي تم على إثرها تقليص ميزانية كل المهرجانات، ورغم هذا يقول بوعزارة أن القائمين على المهرجان يسعون لتنظيم المهرجان وإبقاء الوهج الذي كان عليه دائما حتى تتاح الفرصة لعشاق هذا النوع الموسيقي من الاستمتاع بكلاسيكيات الموسيقى العالمية. وأضاف بوعزارة أن المشكل المالي يقف عائقا أمام المهرجان خصوصا وأن هذا المشكل جعل محافظة المهرجان تقلص أيام المهرجان من 8 إلى خمسة أيام فقط، وانخفض عدد البلدان المشاركة من 25 دولة إلى 14 دولة، معتبرا أن مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السنفونية استطاع أن يتبوأ مكانة كبيرة على الساحة الدولية،حيث أن محافظة المهرجان في الأول هي من كانت تسعى وراء الفرق الأجنبية للمشاركة في المهرجان، أما الآن فقد أصبحت البلدان هي من تبحث عن المشاركة في هذه الفعالية الكبيرة، وهذا دليل، يقول بوعزارة، على الاحترافية الكبيرة التي وصل إليها المهرجان. ويرى عبد القادر بوعزارة مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى أن أهم شيء بالنسبة إليه منذ إشرافه على المعهد هو التكوين الذي يكتسي أهمية بالغة بالنسبة إليه، مضيفا أان الجيل الجديد هو الذي سيصبح عازفا ومؤطرا في الجامعة، ولذلك أول شيء قام به هو إعطاء فرصة لهؤلاء الطلبة للاحتكاك بالخشبة، لأن هذا هو العمود الفقري للموسيقي وهذا ما يبحث عنه، لذلك يجب التركيز على الدراسات المعمقة العلمية والأكاديمية، حتى يتحصل على ديبلوم عال ويصبح موسيقيا محترفا. ويضيف بوعزارة أن أساتذة معهد الموسيقى يبذلون جهدا كبيرا رغم الصعوبات التي يواجهونها في الميدان، ولكن هذا لم يثن من عزيمتهم، وهناك إرادة من إطارات المعهد لإخراجه من الركود الذي عاشه مؤخرا، ومحاولة إعطاء فرصة ليس للطالب بل للأستاذ للاحتكاك مع كبار الأساتذة والمختصين في هذا المجال عبر العالم، لأن العالم الآن أصبح قرية صغيرة، قائلا :”فتحنا الباب للطالب للاحتكاك مع الخشبة والجمهور، عندنا استراتيجية مبنية على العلم والمعرفة وبغيرهما لا يمكن العمل في الثقافة، ركزنا على الجدية ونعطي فرصة للطلبة حتى يحتكوا مع كبار الموسيقيين، وعندنا الخبرة في هذا المجال وفي كل دول العالم حتى يتمكن الطالب من فهم ما يجري في هذا الجانب الواسع لأن الموسيقى واسعة، ولكن هذا لا يجعلنا نغفل عن التكوين الأكاديمي، والطلبة فهموا أن هناك شيئا يبذل من طرف الإدارة”.وعن الأنشطة الموسيقية التي بدأتها إدارة المعهد الوطني العالي للموسيقى يقول بوعزارة: ”الشيء الجميل أننا بدأنا بمدينة داخلية، أول حفل قام به الطلبة كان في مدينة البويرة ثم جئنا إلى العاصمة بمقر المعهد، هذه هي السياسة التي ننتهجها، أردنا إعطاء بعد وطني لأن المعهد هو وطني والطلبة المتكونين قادمون من مختلف الولايات، ونحن نحضر ملف ”أل أم دي” نتوجه به لوازرة التعليم العالي والبحث العلمي حتى نسمح للنجباء بالحصول على شهادات عليا وبعض المنح في الخارج حتى يصقلوا مواهبهم ويتحصلوا على تكوين آخر في الخارج ويصبحوا من مؤطري المعهد لاحقا”. ويذهب المتحدث للقول أن هدفهم هو أن يكون الموسيقي ملما بالعديد من الفنون الأخرى، مضيفا أن الوزير أعطى توصيات للعمل مع مختلف المعاهد الجهوية وهذا الشيء المهم من أجل تأطيرهم والعمل مع بعض، وهي ضمن الأهداف المسطرة. وأضاف عبد القادر بوعزارة أن إدارة المعهد سهلت العديد من الأمور للطالب حتى تجعله يحس بأنه طالب علم: ”الطالب يدرس الجانب العلمي الأكاديمي للموسيقى العالمية، ولكن للحفاظ على الهوية الوطنية يحتك بالفلكلور والأغاني الشعبية ومختلف الطبوع الجزائرية، لأن الجزائر تزخر بالعديد من الأنواع الموسيقية ويجب أن نعطي الموسيقى الجزائرية ونتيح الفرصة للطالب حتى يهتم بتراث بلده وتصبح موسيقى سنفونية جزائرية عالمية تعزف في مختلف المسارح العالمية ودور الأوبيرا”.