l 70 بالمائة من التوتر ناتج عن الطاقة السلبية تجاه الآخرين أكد الخبير الدولي في العلوم النفسية، ناصر ديب، على ضرورة خلق فضاء للتواصل في المحيط العملي والأسري لتفادي أي توتر أو انفعال تنتج عنه أمراض عضوية مزمنة كضغط الدم والسرطان والسكري، وغيرها من الأمراض الهضمية، في الوقت الذي تسجل 70بالمائة من نسبة التوتر ناتجة عن الطاقة السلبية تجاه الآخرين، حسب آخر دراسة للحماية المدنية لولاية الجزائر. شكّل موضوع التوتر والانفعال في المحيط العملي موضوع ندوة صحفية نظمتها المديرية العامة لولاية الجزائر أول أمس، للحديث عن التوتر وتأثيره النفسي على أعوان الحماية المدنية انعكاساته السلبية على حياة هؤلاء، نتيجة عديد التدخلات التي يقومون بها لحماية الممتلكات والأشخاص، ناهيك عن جملة الحوادث والإجلاءات المنزلية وكذا الحرائق وغيرها من الأمور التي تترك صدمة نفسية كبيرة تنتهي بأزمة عصبية حادة أوتوتر على شكل انفعال أو شجار بين الأسرة الواحدة أوبين الأعوان نفسهم. وفي هذا الإطار، أكد الخبير الدولي في العلوم النفسية ناصر ديب، على ضرورة خلق فضاء للتواصل في المحيط العملي والأسري لتفادي أي توتر أوانفعال ينتج عنه أمراض عضوية مزمنة كضغط الدم والسرطان والسكري وغيرها من الأمراض الهضمية، خاصة أن العديد من الحالات التي عولجت كان سببها التوتر. وفي السياق، أضاف البروفيسور ناصر ديب أن التوتر ليس له فقط تأثير نفسي على الشخص بل يشمل مناطق حساسة من جسم الإنسان، وهي الدماغ، نتيجة صدمات مختلفة يكون لها ردود أفعال متنوعة، الأمر الذي يؤثر على هرمون القلق، وبالتالي يتسبب في الإصابة بالسرطان أوالسكتة القلبية، مشيرا إلى أن 70 بالمائة من نسبة التوتر ناتجة عن الطاقة السلبية تجاه الآخرين وسوء التعامل معهم مع غياب لغة الحوار الذي قد يكون حلا للكثير من المشاكل في بعض الأحيان، ناصحا في الوقت ذاته بعدم المبالغة في التصرفات الانفعالات التي يمكن حلها بالصبر أوعن طريق التحاور. من جهتها، أوضحت المختصة في العلم النفسي والعيادي بوحدة الحماية المدنية لولاية الجزائر، فورار صارة، أنه يتم تخصيص حصص يومية بعد انقضاء مهمة صعبة أو تدخل خطير بالنسبة لأعوان الأمن والذي يترك أثر نفسي عميق، قائلة”إن هذه الحصص العلاجية ينقسم إلى جانب وقائي وآخر علاجي وفق برنامج مسطر بعد أي تدخل، عن طريق جلسات نفسانية يتم فيها التحاور والدردشة مع أعوان الحماية للحديث عن كل تفاصيل الحادث، وإجراء مقارنة بين كل عون وآخر يتم من خلالها دراسة كل حالة والتعامل معها على حدى. وأضافت الأخصائية النفسية أن النتائج لا تظهر على الفور، بل بعد مرور سنوات، نتيجة تراكم التأثيرات النفسية والتي تظهر على شكل أمراض نفسية وأخرى عضوية مزمنة. وفي هذا السياق كشفت إحدى الدراسات التي قامت بها مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر أن عون الحماية يتوفى بعد انقضاء سنة أو سنتين على الأكثر بعد انتهاء فترة عمله ودخوله مرحلة التقاعد. من جهة أخرى، قال المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية لولاية الجزائر، الملازم صادق كمال، إن هذه الندوة الصحفية والتي تليها ندوة أخرى في ال16من شهر أفريل، ما هي إلا سلسلة من المحاضرات التي تصب في موضوع وفائدة عون الأمن ومختلف الأسلاك الأمنية الأخرى تحت عنوان ”حياتي في الجماعة”، لمعرفة مدى التأثير النفسي على أعوان الحماية أثناء تدخلاتهم اليومية ومحاولة إيجاد بعض الحلول الناجعة لذلك.