كشف مختصون في علم النفس وخبراء في الآفات الاجتماعية، أن 80 بالمائة من الجزائريين، يعيشون حالة توتر نفسي، بسبب تزايد الضغوطات المعيشية وتدني القدرة الشرائية. وقال هؤلاء إن موظفي الإدارة والعمال باتوا عرضة لانهيارات عصبية، وأمراض عضوية ونفسية حادة تمس نسبة تفوق 50 بالمائة منهم. وأوضح هؤلاء خلال يوم دراسي يدخل في إطار التكفل النفسي الوقائي لأعوان وضباط الحماية المدنية، نظّم الثلاثاء بمقر مديرية العاصمة بزميرلي الحراش، أن وظائف في عدة قطاعات لا يراعي أصحابها الآثار النفسية والعضوية الناتجة عن القلق دون إعطاء حق الاسترخاء والرياضة والترفيه. وقال البروفسور ناصر ديب، المختص في العلاج النفسي، خبير دولي في الآفات الاجتماعية، إن التوتر خلّف في الآونة الأخيرة أمراضا جلدية وأخرى عضوية نادرة لم تكن تعرفها الجزائر من قبل. وأكد أن موظفي القطاعات العسكرية وشبه العسكرية، يعيشون ضغوطا نفسية بسبب تفاقم الجريمة وتنوع الآفات الاجتماعية، حيث يتطلب ذلك مرافقة نفسية دورية. ولعل رجال الحماية المدنية الذين يخرجون إلى العمل الميداني، تنتظرهم الكثير من المفاجآت التي قد تكون صدمة نفسية بالنسبة إليهم حادة، خاصة لدى الجنس اللطيف. وبالنسبة إلى الصحافة، قال ديب إن هذه المهنة امتصت الصحفيين، وخلقت لديهم حالة آلية تجعلهم يفكرون في عملهم على حساب حالتهم الصحية وارتباطاتهم الشخصية. ودعا أصحاب مؤسسات الإعلام والاتصال إلى الاهتمام بحصص المتابعة النفسية وممارسة الرياضة والترفيه. في السياق، كشف الملازم صادق كمال، بمديرية الحماية المدنية للعاصمة، عن تسجيل حالات اضطرابات نفسية وسط رجال الحماية المدنية وتعرض الموظفات من المتزوجات للإجهاض، وذلك بسبب جرائم قتل، أو حوادث مرور، خلفت جثثا مشوهة، كما قال إن الخروج إلى المعاينة في الميدان، يحمل الكثير من المفاجآت، فقد يجد رجل الحماية المدنية أن الأمر يتعلق بأحد أقاربه، أو عائلته، فيكون عرضة لانهيار عصبي. من جهتها، قالت الأخصائية النفسانية لمديرية الحماية المدنية بالعاصمة، صارة فورار، إن المتابعة تكون يومية لكل فرقة تخرج إلى العمل الميداني، وتكون مكثفة عبر حصص مع أفرادها الذين يقفون على حوادث غريبة أو مؤثرة.