شن قراصنة مجهولون هجمات إلكترونية ”غير مسبوقة” طالت العديد من المؤسسات والمنظمات في مختلف أنحاء العالم. وتصدرت أخبار الهجوم الإلكتروني عناوين الصحف العالمية الكبرى، صباح أمس السبت. وذكرت مصادر إعلامية أن هذه الهجمات شملت 99 دولة في أوروبا وآسيا، مساء الجمعة، وأنها جرت باستخدام برمجيات خبيثة لابتزاز الأموال تسمى ”الفدية الخبيثة”، تسببت في تعطيل عمل مؤسسات حيوية فيها. وطالبت بالحصول على فدية بعملة ”بيتكوين” الافتراضية لعودة الأمور إلى سابق عهدها. وأفيد أن القراصنة استغلوا ثغرة في أنظمة التشغيل ”ويندوز” كشفت في وثائق سرية لوكالة الأمن القومي الأمريكية ”أن أس أي” تمت قرصنتها. وقال متحدث باسم مايكروسوفت في بيان إن المهندسين أضافوا أنظمة الكشف والحماية ضد برامج ضارة جديدة معروفة باسم ”Win32.WannaCrypt”. وأُعلن عن وقوع هجمات في كل من بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال والولايات المتحدة والصين وروسيا وفيتنام وتايوان ودول أخرى. ومن أبرز تلك الهجمات، الهجوم الذي استهدف خدمة الصحة العامة في بريطانيا، ما تسبب في شل عمل أجهزة الحاسوب في العديد من مؤسساتها في البلاد، وإحداث بلبلة في عشرات المستشفيات التي اضطرت إلى إلغاء إجراءات طبية وإرسال سيارات إسعاف إلى مستشفيات أخرى. ولجأ الأطباء في مراكز الرعاية الصحية المتأثّرة بالعطل إلى استخدام الورق والأقلام في عملهم، بعد تعطل جميع نظم الحواسيب والهواتف، حسب هيئة الإذاعة البريطانية. وقالت الهيئة الوطنية للرعاية الصحية إنها تعمل بالتعاون مع المختصين في مجال مكافحة القرصنة الإلكترونية لحل المشكلة. ومن جهتها قالت شركة ”فيديكس” الأمريكية للبريد السريع، أنها تعاني من مشاكل في بعض أنظمة ”مايكروسوفت ويندوز” فيما يتعلق بالهجوم الإلكتروني العالمي. وأفادت متحدثة باسم الشركة في بيان بأن ”فيديكس”، تواجه تداخلا مع بعض أنظمة الويندوز الناجمة عن البرمجيات الخبيثة. ولم يتضح إذا كانت هذه الهجمات مرتبطة ببعضها البعض. وتعرضت عدة مستشفيات وشركات ومراكز اتصال في الدول المذكورة، لهجمات إلكترونية مجهولة المصدر. واستهدف الهجوم نحو 100 شركة بينها شركات طاقة ونقل واتصالات وشركات خدمات مالية في إسبانيا. في البرتغال أصيبت شركة الاتصالات بالهجوم الفيروسي، لكن الشركة أكدت عدم تأثر الخدمة. يذكر أن الهجمات الإلكترونية في العالم تسببت في خسائر اقتصادية تقدر بنحو 500 مليار دولار بنهاية العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل حجم الخسائر الاقتصادية إلى ثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2020 إذا لم تتخذ الحكومات التدابير اللازمة لمواجهتها.