نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مصادر رفيعة المستوى في الإدارة الأمريكية أنّ المعلومات الاستخبارية المصنّفة سرية التي كشفها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمام المسؤولين الروس مصدرها الاستخبارات الإسرائيلية. وكانت تقارير رجّحت بأن يكون الأردن وراء هذه المعلومات، قبل أن تكشف الصحيفة عن المصدر، وأنها لم تأذن لواشنطن بمشاركتها مع روسيا. وبحسب الصحيفة فقد رفضت تل أبيب تأكيد أو نفي أن تكون هي مصدر المعلومات الحساسة المسرّبة، فيما كشف مسؤولون أمريكيون أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد طلبت من نظيرتها الأمريكية الحذر إزاء هذه المعلومات. ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون دريمير قوله، إن ”إسرائيل لديها ثقة تامة في مشاركة معلوماتها المخابراتية مع الولاياتالمتحدة وتتطلع إلى تعميق هذه العلاقات فى السنوات القادمة في ظل قيادة ترامب”، الذي سيزور إسرائيل خلال الأسبوع. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سرب مؤخرًا معلومة ”بالغة السرية” تلقاها من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي حول عزم تنظيم ”داعش” استهداف طائرة أمريكية؛ ما أثّر على العلاقات الأمنية بين واشنطن وتل أبيب. وتوالت الانتقادات على ترمب، وطالب مشرعون، بينهم جمهوريون، الرئيس الأمريكي بتقديم تفسيرات عن مشاركته تلك المعلومات السرية. ويدور الحديث عن معلومات نقلها ترمب لوزير الخارجية الروسي ”سيرغي لافروف” خلال لقائهما يوم الاثنين، مفادها أنّ تنظيم ”داعش” في سوريا يعتزم وضع حاسوب مفخخ على متن رحلة طيران أمريكية، وهي معلومة وصلت ترامب من الأمن الإسرائيلي بشكل سري للغاية، في حين شكل كشفها أزمة وفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، وهو ما سيجر تل أبيب للتفكير مليا مستقبلاً قبل مشاركة واشنطن معلومات مشابهة. وقال إعلام الاحتلال إنّ الكشف عن المعلومة للوزير الروسي سيشكل خطرًا على حياة العميل الإسرائيلي المندس في صفوف ”داعش”، وأن ما حصل يعد تجاوزًا لكل الأعراف الأمنية المعمول بها. وكانت صحيفة ”يديعوت أحرونوت” قد كشفت مطلع 2017، أن المخابرات الأمريكية إبان فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، قد نبهت نظيرتها الإسرائيلية إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر حين تزويد إدارة ترامب، بمعلومات سرية، كونها قد تتسرب إلى روسيا، ومن روسيا إلى إيران. ووفق الصحيفة فإن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي الجنرال أتش آر ماكماستر، أفاد أن ترامب لم يتحدث عن مصادر أو أساليب استخباراتية مع الروس وأنّ ”المعلومات التي كشفها لم تمس بأمن الدولة”. ودافع الرئيس الأميركي أمس عن تصرفه، وقال في تغريدات عبر موقع تويتر إنه شارك ”حقائق” مع موسكو خلال اجتماعه مع لافروف والسفير سيرغي كسلياك في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، وتبادل مع الروس معلومات تتعلق بالإرهاب وسلامة الملاحة الجوية رغبة منه في أن تفعل روسيا المزيد ضد تنظيم ”داعش”، وتحدث عن ”حقه المطلق” في تبادل تلك المعلومات، وأنه لم يكن يعلم بمصدرها. وفي سياق آخر كشفت نيويورك تايمز أنّ ترامب طلب من رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية السابق، جيمس كومي، وقف التحقيقات حول علاقة مستشار للأمن القومي السابق، مايكل فلين بروسيا. وبحسب الصحيفة فإن هذه الأنباء من شأنها إثارة الشبهات ضد ترامب بعرقلة إجراءات قضائية. ولفتت الصحيفة إلى أنّ كومي، الذي أقاله ترامب بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي، أعد عدة مذكرات وثقت كل محادثة وكل لقاء بينه وبين ترامب منذ دخول الأخير إلى البيت الأبيض. والوثيقة التي يجري الحديث عنها تعود إلى 14فبراير، أي يوم واحد بعد تخلي فلين عن منصبه، وذلك على خلفية التحقيق في علاقاته مع روسيا. وأفيد أن كومي كتب أن ترامب استدعاه لإجراء محادثة شخصية في البيت الأبيض، وأبلغه أنه ”يأمل في أن يتخلى عن هذه المسألة'. كما كتب أن ترامب قال إنّ فلين ‘شاب جيد ”. وبحسب كومي، فإنه لم يرد على طلب الرئيس. ونفى البيت الأبيض صحة هذه المعلومات، وأوضح في بيان أن ”نيويورك تايمز” والعديد من وسائل الإعلام لم يكونوا دقيقين في نقل الحوار الذي جرى بين الرجلين، مضيفا: ”يعبر الرئيس بشكل متواصل عن موقفه بأن الجنرال فلين هو شخص متزن خدم الدولة ودافع عنها، فهو لم يطلب أبدا من كومي أو من أي شخص آخر إنهاء أي تحقيق، بما في ذلك التحقيق المتصل بفلين”. وكان الرئيس دونالد ترامب قد أقال، مؤخرا، جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي ”أف بي آي” من منصبه. وذكر البيان أن ”إقالة مدير مكتب التحقيقات جاءت بناء على توصية من وزير العدل جيف سيشنز”. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إنّ ”الرئيس قبل توصية المدعي العام ونائب المدعي العام بما يتعلق بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالية”. لكن بيان الإدارة الأمريكية لم يوضح الأسباب التي تقف وراء القرار، واكتفى بالقول إن كومي لم يعد موضع ثقة كما لم يعد قادرا على القيادة.