يتواصل مسلسل الحرب الاعلامية بين قطر والسعودية، على خلفية تصريحات المنسوبة للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول دول حركات سياسية في المنطقة، وهي التصريحات التي نفتها دولة قطر رسميا، وأعلنت عن اختراق: ”موقع وكالة الأنباء القطرية من قبل جهة غير معروفة. شنّت وسائل إعلامية سعودية وإماراتية هجوما لاذعا على قطر وأميرها، استخدمت خلالها عبارات جارحة وغير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي. ونشرت صحيفة ”عكاظ” السعودية في عددها أمس مقالا حمل عنوان ”قطر والخطيئة الكبرى.. طفح الكيل” أنه: بعد أن انكشف القناع وانفضحت سياسته ضد دول الخليج ودعمه الفاضح للتنظيمات الإرهابية، والنظام الايراني الطائفي، وأصبح وحيدا يغرد خارج السرب، يحاول أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الخروج من دائرة العزلة التي فرضها على نفسه، بسبب سياسته الطفولية ومراهقاته السياسية، إذ يرغب اللجوء إلى الوساطة لإنهاء الأزمة التي هندسها وأغرق قطر بسببها في مستنقع لا يمكن الخروج منه”، لافتة إلى أنّ طلب قطر ”لن يلق القبول” وستدفع الدوحة ثمنه، غاليا بعد خروجها عن الاجماع الخليجي وارتمائها في حضن طهران. وفي مقال آخر نشرت الصحيفة مقالا تحدثت فيه عما أسمته ”كتائب افتراضية” قطرية في ”تويتر” باسماء سعوديين، تحدثت فيه عن انتشار حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لسعوديين يدافعون عن موقف الدوحة ويهاجمون وسائل الإعلام السعودية. وشكّكت الصحيفة في أن يكون أصحاب هذه الحسابات سعوديين. مضيفة بأن هذه الأساليب ليست جديدة، حيث تم الإعلان سابقا عن 6 آلاف حساب في التويتر موجهة لزرع الفتنة والإحباط في السعودية. بالإضافة إلى 4 آلاف حساب يقومون بإعادة نشر التغريدات المسيئة للمملكة. وفي مقال ثالث بعنوان ”اقتصاد الوهم.. أين اختفت ال 100 مليار دولار من أموال القطريين؟”، ذكرت عكاظ إن قطر ”التي تعدّ ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي بالعالم، وتبلغ احتياطاتها منه نحو 14 بالمئة، بما يصل إلى 900 ترليون قدم مكعب، بعائدات سنوية يقدرها الخبراء بنحو 100 مليار دولار سنويا، لم تفلح في سد عجز ميزانيتها للعام الحالي، المقدر ب 46.5 مليار ريال، وذلك رغم عدد السكان الذي يصل إلى 2.576.181 نسمة” عدا بنود الإيرادات الأخرى في الميزانية، ”الأمر الذي يدعو إلى تساؤلات استنكارية لماذا العجز في ميزانية قطر، ولماذا قفزت ديونها الخارجية إلى نحو 601 مليار ريال قطري، (165 مليار دولار). ولفتت الصحيفة إلى أن ”تلك التساؤلات تقود إلى الاستفهام، أين ضاعت وتبخرت أموال القطريين؟ في ظل قلة أعدادهم التي تصل إلى ثلاثة ملايين نسمة”. ومن جانبها لم تقف الصحف القطرية مكتوفة الأيدي تجاه الانتقادات السعودية، بل أطلقت العنان لأقلامها. وقال رئيس تحرير الراية في افتتاحية الصحيفة: إنّ ”استمرار مسلسل الهجوم على قطر بعد فضيحة التصريحات المفبركة، يؤكد دون مواربة، أن المخطط الآثم الذي تبنته جهات نكرة وقنوات إعلامية خليجية في دول شقيقة تعتمد على مرتزقة، قد باء ولله الحمد بفشل ذريع وحصد خيبة كما يقال مجلجلة وانقلب السحر على الساحر”. لافتا إلى أنّ ”قناتا العربية وسكاي نيوز أبوظبي فشلت، وفشلت الحملات المسعورة، ومقالات الرأي وافتتاحيات الصحف الموجهة في الإمارات والسعودية، لأن الحقائق ونور الشمس لا يمكن حجبهما بغربال، وبأصابع اليد، خاصة إن كانت يداً تتأبط خنجراً مسموماً لفبركة الوقائع واختلاق الأزمات وحياكة المؤامرات بليل لتشويه صورة الآخر. وخلص صاحب المقال ”لن يصدق أحد ما تزعمونه عن قطر، فذلك بمثابة شهادة الزور التي تفبرك الأمور وتغير الحقائق، والمضحك أنكم قد صدقتم وحدكم ما ظللتم تكررونه، لن تغير قطر مواقفها الصادقة، ومبادئها الصائبة الراسخة، تآمروا كما شئتم وفبركوا ما تشاؤون، وأحيكوا الدسائس والمؤامرات، استمروا في نباحكم، واستعينوا بمن شئتم أياً كان موقعهم ومكانتهم ومدى انتهازيتهم ونفاقهم، فلن تلتفت لكم قطر، ولن تغير ثوابتها، أنتم لستم أوصياء علينا لترسموا لنا طريقنا، انحداركم وسفالتكم أيها الإعلاميون المرتزقة، هو حالة مرضية شاذة لن تؤثر في خصوصية علاقاتنا الخليجية، ولن تمنع بلادي من التواصل مع شقيقاتها، فليس من سياستنا المقاطعة والفجور في الخصومة، فهل وصلت الرسالة؟”. ونشرت الراية، يوم أمس، كاريكاتيرا مسيئا لمفتي السعودية، ظهر فيه وهو يمسك عصا ويسير نحو حفرة من النار،ونشرت معه الآية 76 من سورة الأحزاب ”وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا”. وجاء نشر الكاريكاتير ضمن حديث للدكتور محمد رجب الداعية بمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للعلوم الإنسانية والذي جاء يعنوان ”بعض الأنظمة تريد أن يكره الناس الدين”. وكانت قناة الجزيرة القطرية قد نشرت كاريكاتيرا مسيئا للملك سلمان عبر موقعها قبل أن تقوم بحذفه وزعمت أن المقصود ليس العاهل السعودي، فيما نشرت صحيفة ”ميدل إيست آي ” الصادرة من لندن باللغة الإنجليزية، والتي تمولها الدوحة رسوماً ساخرة تُظهر الملك سلمان بمعية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح المركز العالمي لمكافحة التطرّف ”اعتدال”. وتظهر الرسومات الساخرة تواصل المركز مع الشيطان في إشارة إلى مركز ”الاعتدال” الذي تم تدشينه مؤخرا في الرياض والمخصص لمكافحة الإرهاب والتطرف. ومن جهتها هدأت صحيفة العرب القطرية من وقع الأزمة وقالت في خبر بعنوان ”رموز الأمة لقادة الخليج: احذروا الفتنة” إنّ 49 من رموز الأمة بعدة مجالات، دعوا قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى نبذ الفتنة وتغليب المصلحة العليا للبيت الخليجي، وأكدوا في نداء لمنتدى الفكر والدراسات الاستراتيجية صدر أوّل أمس، ضرورة كبح جماح القطيعة، التي تؤججها بعض الأصوات المتشنجة، والمنابر الإعلامية غير المسؤولة، وشددوا على أهمية تغليب الحكمة، ومحاصرة الأصوات الهادفة للشقاق بين أبناء البيت الواحد. يشار إلى أن العلاقات القطرية السعودية والخليجية تشهد في الآونة الأخيرة حالة من التوتر الشديدة، وساهم الاعلام مؤخرا بتأزم هذه العلاقات إلى أدنى مستوى.