نفى وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في مؤتمر صحفي بباريس،، خلال لقائه نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، سعي بلاده إلى قلب النظام في دولة قطر، مؤكدا رفض المملكة مقترح الوساطة الفرنسية؛ كون الخلاف مع الدوحة” شأن خليجي داخلي”. وقال الجبير: ”نريد أن يف القطريون بالالتزامات التي أعلنوها” في الماضي حيال دول الخليج الأخرى، مضيفا: ”قررنا اتخاذ إجراءات لنقول بوضوح كفى”. وأضاف الجبير أن ”هناك إجراءات عدة يمكن اتخاذها وهم يعلمونها”، لكنّه رفض الافصاح عنها. وقال وزير الخارجية السعودي، مشيرا إلى حكام قطر ”عليهم أن يغيروا سياستهم” و”يكفوا عن دعم المجموعات المتطرفة والتدخل في شؤون دول أخرى ويتوقفوا عن تشجيع سياسات معادية أو وسائل إعلام معادية”. لافتا إلى أنّ الدوحة ”تدعم حماس التي تقوض السلطة الفلسطينية ويقيم قادتها في قطر”، إضافة إلى جماعة ”الإخوان المسلمين التي تعتبرها دول عدة منظمة إرهابية”. وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دعا، في وقت سابق، دول الخليج إلى ”الوحدة”، مبديا استعداده لدعم كل للتهدئة في هذه المنطقة التي تشهد أزمة غير مسبوقة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.وكانت فضائية سكاى نيوز المملوكة للإمارات، نقلت في خبر عاجل، ليل الثلاثاء، عن مصادرها أن السعودية أبلغت الكويت التي يقوم حاكمها بجولة ماراثونية للم الشمل الخليجي، ب10 شروط يجب أن تطبقها الدوحة خلال 24 ساعة بدءا من هذه الليلة، لإنهاء أزمة المقاطعة. ومن بين هذه الشروط قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران فورًا، فضلًا عن طرد كافة أعضاء حركة حماس من أرضيها، وتجميد حساباتهم البنكية وحظر التعامل معهم. وأضافت القناة بأن السعودية اشترطت اعتذار الدوحة رسميا لكافة الحكومات الخليجية، عما بدر من إساءات من قناة الجزيرة، وتعهدها بعدم ممارسة حكومتها لأى دور سياسي يتنافى ويتعارض من سياسات دول الخليج. المتوحدة، بالإضافة إلى اجتماع غدًا بجدة يضم دول الخليج بما فيها قطر إذا التزمت الدوحة بتلك الشروط. كما طالبت السعودية بوقف بث قناة الجزيرة فورًا، وتقييد الدوحة بميثاق العهد الذي وقع فى عام 2012 خلال حكم الملك عبدالله. وفي السياق، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الثلاثاء، وشدد على ضرورة وحدة الخليج. وأضاف المصدر أن رسالة ترامب كانت ”أننا بحاجة إلى الوحدة في المنطقة لمحاربة الفكر المتطرف وتمويل الإرهاب. من المهم أن يكون الخليج متحدا من أجل السلام والأمن في المنطقة”. التعاطف مع قطر بات ”جريمة” في السعودية والإمارات وذكرت وسائل إعلام خليجية، يوم أمس، أن المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة منعتا مواطنيها من نشر أي تعبير عن التعاطف مع قطر وأنهما ستعاقبان المخالفين بالسجن لما يصل إلى 15 عامًا. ونشرت صحيفة ”عكاظ” السعودية مقالا تحدثت فيه عقوبات ستتخذ بحق السعوديين الذين سيبدون تعاطفا مع الحكومة القطرية. وأكد المحامي مشرف الخشرمي للصحيفة، أنّ من يعارض قرارات المملكة العربية السعودية ودول خليجية ضد ممارسات دولة قطر الإرهابية، يرتكب جريمة إلكترونيةً ومعلوماتية ينص عليها القانون المعمول به في السعودية، ويعاقب مرتكبها بالسجن مدة لا تزيد عن 5 سنوات وغرامة مالية لا تزيد عن 3 ملايين ريال. ونقلت غلف نيوز ومقرها الإمارات وقناة العربية عن النائب العام الإماراتي حمد الشامسي قوله إن ”إبداء التعاطف أو الميل أو المحاباة تجاه قطر أو الاعتراض على موقف دولة الإمارات وما اتخذته من إجراءات صارمة وحازمة مع حكومة قطر يعد جريمة، يعاقب عليها بالسجن المؤقت من ثلاثة إلى خمس عشرة سنة وبالغرامة التي لا تقل عن 500 ألف درهم”. يذكر أنّ كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر أعلنت فجر، الاثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وطلبت من الدبلوماسيين القطريين المغادرة وأغلقت المجالات والمنافذ الجوية والبرية والبحرية مع الدوحة، وفرضت يوم الثلاثاء حصارا على الإمارة الغنية، ما تسبب بأزمة غير مسبوقة في الخليج. وأرجعت المملكة قرارها إلى ما اعتبرته ”الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة”. كما أعلنت قيادة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية يوم الاثنين، أنها ”قررت إنهاء مشاركة دولة قطر في التحالف بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن، مما يتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب”. كما أعلنت كل من اليمن، والحكومة الليبية المؤقتة وجزر المالديف، وموريتانيا، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، فيما قررت الأردن تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة. من جهتها أعربت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها عن بالغ أسفها واستغرابها الشديد من قرار السعودية والامارات والبحرين بإغلاق حدودها ومجالها الجوي وقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة. ووصف البيان الصادر صباح اليوم الاثنين أن تلك الإجراءات بغير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة. وقال البيان: ”إن اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا”.