نشرت : المصدر موقع جريدة "الشروق" الاثنين 05 يونيو 2017 12:47 أعلنت أربع دول خليجية هي السعودية والبحرينوالإمارات واليمن بالإضافة إلى مصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب "تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب"، حسب بيانات رسمية. ونقلت قناة الجزيرة عن وزارة الخارجية القطرية إعرابها عن الأسف لقرار السعودية ومصر والإماراتوالبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية معها. وقالت الوزارة: "الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وإدعاءات لا أساس لها من الصحة". وقالت وزارة الخارجية القطرية، إن هذه القرارات تهدف إلى "وضع قطر تحت الوصاية، وإنها تعد انتهاكاً لسيادة الدولة القطرية". وأضافت "لقد تعرضت دولة قطر إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة علماً بأن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف". وأكدت الوزارة في بيان، أن "هذه الإجراءات التي اتخذت ضد دولة قطر لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين في الدولة وأن الحكومة القطرية ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان ذلك ولإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين والمساس بهما". وقالت الوزارة: "إن الإدعاءات التي وردت في بيانات قطع العلاقات التي أصدرتها الدول الثلاث تمثل سعياً مكشوفاً يؤكد التخطيط المسبق للحملات الإعلامية التي تضمنت الكثير من الافتراءات". وقالت شركتا الإتحاد للطيران الإماراتية والإمارات، إنهما ستعلقان رحلاتهما الجوية من وإلى قطر ابتداء من صباح الثلاثاء إلى حين إشعار آخر. وتأتي تلك التطورات في ظل تصاعد التوتر بين دول الخليج عقب بث تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الشهر الماضي قال فيها إنه من غير الحكمة معاداة إيران ورفض تصعيد الخلاف معها. ورغم أن وكالة الأنباء القطرية أصدرت بياناً في وقت لاحق نفت فيه صحة التصريحات وقالت إن موقعها الإلكتروني تعرض للقرصنة، إلا وسائل الإعلام السعودية والإماراتية شنت هجوماً حاداً على قطر. ونشرت وكالات الأنباء الرسمية في تلك الدول تباعاً بيانات رسمية عن قطع العلاقات مع الحكومة القطرية.
"تهديد الأمن القومي" وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أن "الحكومة المصرية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثناءه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، فضلاً عن إصرار قطر على التدخل في الشئون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي".
"انتهاكات جسيمة" ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر حكومي، قوله إن "حكومة المملكة العربية السعودية انطلاقاً من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي، وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية"، لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي. وقال البيان: "لقد اتخذت المملكة العربية السعودية قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية منها جماعة (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(القاعدة) ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية".
"محاولات ونشاطات عدائية" وكانت البحرين قد أعلنت قطع علاقاتها مع قطر وقالت في بيان نشرته الوكالة الرسمية، إن "مملكة البحرين تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر حفاظاً على أمنها الوطني وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة وإمهال جميع أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الإجراءات اللازمة". كما أغلقت البحرين الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال الموانئ والمياه الإقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان. وأضاف البيان: "وإذ تمنع حكومة مملكة البحرين مواطنيها من السفر إلى قطر أو الإقامة فيها فإنها تأسف لعدم السماح للمواطنين القطريين من الدخول إلى أراضيها أو المرور عبرها كما تمنح المقيمين والزائرين القطريين مهلة 14 يوماً لمغادرة أراضي المملكة تحرزاً من أي محاولات ونشاطات عدائية تستغل الوضع رغم الاعتزاز والثقة العالية في إخواننا من الشعب القطري وغيرتهم على بلدهم الثاني". ولاحقاً أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، بأن الحكومة قررت "قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ومنع دخول القطريين إلى الإمارات وأمهلت المقيمين والزائرين القطريين 14 يوماً لمغادرة البلاد لأسباب أمنية". وقالت الحكومة اليمنية في بيان، إن "ممارسات قطر بالتعامل مع ميليشيات الحوثيين الانقلابية ودعم الجماعات المتشددة أصبحت أمراً واضحاً". من جهته، قال محمد الدايري وزير الخارجية في حكومة شرق ليبيا، الاثنين، إن الحكومة حذت حذو حلفاء إقليميين وقررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وليست للحكومة التي تتخذ من مدينة البيضاء شرق ليبيا مقراً لها سلطة كبيرة في البلاد. والحكومة معينة من برلمان مقره في الشرق أيضاً وتتحالف مع القائد العسكري خليفة حفتر. وترفض حكومة شرق ليبيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً وتدعمها الأممالمتحدة في العاصمة طرابلس. ومن جانبه، قال نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، الاثنين، إن قرار بعض الدول الخليجية ومصر قطع علاقاتها مع قطر لن يساعد في حل الأزمة المعتملة في الشرق الأوسط. وقال حميد أبو طالبي، إن "زمن قطع العلاقات وإغلاق الحدود قد ولى، وهذه ليست السبل الصحيحة لحل الأزمات. ليس لهذه الدول خيار سوى الحوار". وأضاف "إن الذي يحدث هو النتيجة الأولية لرقصة السيوف"، في إشارة على ما يبدو إلى الزيارة التي قام بها مؤخراً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية.