كشفت النتائج شبه الرسمية للانتخابات البريطانية عن فوز حزب المحافظين بأكبر عدد من أصوات الناخبين، ولكن دون الحصول على الأغلبية المطلقة التي تمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة. وأسفرت النتائج الأولية لهذه الانتخابات عن فوز المحافظين ب 319 مقعدا، وحصد حزب العمال 261 مقعدا، فيما أحرز الديمقراطيون الأحرار 35 مقعدا. وبهذه النتيجة، خسر المحافظون الغالبية المطلقة في البرلمان ولم يعد بإمكانهم تشكيل حكومة بمفردهم، حيث يحتاج أي حزب إلى 326 مقعدا في البرلمان لتشكيل الحكومة. وتعدّ هذه النتيجة بمثابة فشل لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا التي كانت قد دعت إلى الانتخابات المبكرة أملا بتعزيز غالبيتها في البرلمان وإطلاق العنان لمفاوضات بريكست. وكان المحافظون يتمتعون بغالبية من 17 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته وسعوا للحصول على تفويض أكبر، لكن حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن قاد حملة انتخابية أحبطت خطط ماي. وقالت ماي إنّ حزبها ”سيضمن الاستقرار في البلاد أيا تكن النتائج”، لكن جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال، دعاها للاستقالة، معتبرا نتيجة الانتخابات فشلا لها. وقال كوربن متحدثا عن ماي: ”لقد خسرت مقاعد المحافظين، وخسرت الدعم والثقة. هذا كاف من أجل أن ترحل وتفسح المجال لحكومة تمثل حقا” البريطانيين. وقالت الوزيرة السابقة آن سوبري، وهي من المحافظين، إنّ ماي في ”وضع صعب للغاية” وعليها التفكير في الاستقالة. وقالت وسائل إعلام بريطانية إنّ ماي ستزور الملكة اليزابيث الثانية في قصر باكنغهام للحصول على إذنها لتشكيل حكومة أقلية، مضيفة أنّ ماي حصلت على موافقة مبدئية من الحزب الديمقراطي الوحدوي في إيرلندا الشمالية لتشكيل حكومة أقلية. وكان البريطانيون توجهوا يوم الخميس إلى صناديق الاقتراع للتصويت في انتخابات مبكرة، قبل بدء مفاوضات خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، لاختيار ممثليهم في مجلس العموم البريطاني الذي يضم 650 مقعداً. وجاءت هذا الانتخابات وسط أجواء سياسية مشحونة نظرا للمنافسة القوية بين الأحزاب، والأوضاع الأمنية التي تعيشها المملكة. وجرت العادة أن يكون هناك حزبان رئيسيان، هما المحافظون والعمال. ويميل المحافظون عادة إلى اليمين السياسي، بينما يحظى العمال بجذور عميقة في الحركة العمالية ويميلون لليسار السياسي. وينضم إلى هذين الحزبين، حزب الديمقراطيين الليبراليين، الذي كان قويا في السابق، لكنه مني بخسارة شديدة في الانتخابات الأخيرة، وحزب الخضر وحزب استقلال المملكة المتحدة اليميني الداعي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.