تحولت ملاعب الجزائر إلى ساحات قتال، تتواجه فيها عدة جبهات ويسقط فيها العديد من الضحايا بعد خسارة فريق المناصرين أو حتى ربحه، فلقد أصبح الربح والخسارة مجرد ذريعة لتحويل الملعب إلى فوضى عارمة، وأحيانا قبل بداية المباراة بعد أن يقوم المشاغبون بإدخال كل ما هو محظور لداخل الملعب من شماريخ ومخدرات وحتى لكل أنواع الأسلحة البيضاء. ومن خلال هذا المقال سننقل لكم بعض الحالات التي عالجتها عدة محاكم عبر التراب الوطني، وظهر من خلالها جليا الوضعية التي آلت إليها الرياضة بصفة عامة في الجزائر ورياضة كرة القدم على وجه الخصوص.. مناصرون يتورطون في أعمال شغب بعد مباراة المولودية واتحاد الحراش وجهت محكمة حسين داي بالعاصمة، تهمة التجمهر غير المرخص، والإخلال بالنظام العام، في قضية تورط فيها سبعة شباب من مناصري فريقي مولودية الجزائر واتحاد الحراش، وهذا بعد مباراة الداربي التي جمعت الفريقين بالمحمدية حيث قاموا برمي الحجارة مع وقوع أعمال شغب قبل وبعد المباراة، وهذا لعدم السماح لهم بالدخول إلى أرض الملعب من أجل مشاهدة المباراة وحتى أنهم يملكون التذاكر للدخول، حيث طالب وكيل الجمهورية بإدانتهم عاما حبسا نافذا وغرامة 20 ألف دينار. تفاصيل وقائع قضية الحال وحسب مجريات المحاكمة في الجلسة، تعود إلى تلقي مصالح الشرطة تعليمات بعدم السماح لمناصري مولودية العاصمة بالتوجه إلى الملعب لأنه امتلأ، حتى وإن كانوا يحملون التذاكر، إلا أن المناصرين قاموا برمي الحجارة ووقعت أعمال شغب قبل وبعد المباراة، وتم اعتقال المتهمين الذين أحيلوا على المحاكمة، ومن بينهم شرطي موقوف عن العمل بسبب اضطرابات نفسية وطالب جامعي، وقد أنكروا التهم الموجهة لهم، وصرح بعضهم أنهم كانوا متوجهين إلى الملعب إلا أن مصالح الأمن أوقفتهم، وأضافوا أن كل واحد من المتهمين تم توقيفه في مكان مختلف، خاصة أمام المترو والترامواي، في حين أكد آخرون أن لا علاقة لهم بالمباراة، وأنهم كانوا متواجدين بالقرب من بلدية المحمدية فتم توقيفهم، حيث قال دفاع المتهمين إن أعمال الشغب تمت بعد المباراة، بالإضافة إلى محضر الظبطية القضائية الذي يؤكد أن ذات المصالح تلقت إنذارا بمنع المناصرين من الوصول إلى الملعب بسبب امتلائه، ولتفادي الشغب بين مناصري الفريقين، ما جعلهم ينقسمون إلى فرقتين، واحدة بالطريق السريع المؤدي إلى دائرة الدار البيضاء، وأخرى بالعناصر بالقرب من محطة الترامواي والمترو. وعليه التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة عام حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 20 ألف دينار في حق كل متهم. محاكمة مناصري شباب بلوزداد لإخلالهم بالنظام العام عالجت محكمة الجنح بسيدي امحمد قضية التجمهر والإخلال بالنظام العام وتحطيم ملك الغير، المتورطون فيها هم مجموعة من مناصري شباب بلوزداد تتراوح أعمارهم بين 17 و20 سنة. وتعود تفاصيل القضية حسب ما استقيناه من جلسة المحاكمة إلى الأسبوع الماضي أين وقعت أعمال شغب عند نهاية المباراة التي جمعت شباب بلوزداد وأهلي البرج، وفور خروج المناصرين من الملعب توجه إلى مصنع حمود بوعلام المتواجد بالجزائر العاصمة وقاموا بتحطيم شاحنتين وأربعين قارورة من المشروبات الغازية ولم يتمكن أعوان الأمن من توقيفهم، المتهمون صرحوا أمام هيئة المحكمة أنهم بريئون من التهمة المنسوبة إليهم خاصة وأنهم لم يضبطوا في مكان الوقائع بل ألقي عليهم القبض في أماكن متفرقة وبعيدة عن مكان الحادث وبسبب عدم حملهم لبطاقة التعريف الوطنية، كما أكدوا أن المتورطين في القضية هم من مناصري أهلي البرج لخروجهم قبل نهاية المباراة. أما الضحية فصرح أنه في يوم الوقائع تلقى اتصالا مفاده أنه تم تحطيم الشاحنتين، ولم يشاهد من قام بتحطيمها وطلب ستة آلاف دينار كتعويض عن الأضرار التي ألحقت به. ليستهل دفاع المتهمين مرافعته بانعدام تهمة التجمهر والإخلال بالنظام العام، لأن المتهمين ألقي القبض عليهم في أماكن متفرقة وغياب الشهود والأدلة التي تثبت أن المتهمين هم من قاموا بتحطيم الشاحنتين، إضافة إلى أن المتهمين غير مسبوقين قضائيا، وعلى هذا التمس من هيئة المحكمة إفادة المتهمين بالبراءة من التهم المنسوبة إليهم، ليلتمس في حقهم ممثل الحق العام عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية بقيمة 100 ألف دينار. عامان حبسا ل20 مناصرا تورطوا في أحداث مقابلة سكيكدة - عين مليلة أصدرت محكمة الجنح بسكيكدة خلال جلستها، حكما بعامين حبسا نافذا وبغرامة مالية قدرها خمسين ألف دج في حق 20 مناصرا لشبيبة سكيكدة من بينهم 5 موقوفين و15 مناصرا كانوا تحت الرقابة القضائية، وذلك عن تهمة جنحة التجمهر وتحطيم ملك الدولة والتعدي على رجال الدرك الوطني بالعنف. المتهمون العشرون أنكروا التهم الموجهة إليهم أمام هيئة المحكمة وأصرّوا على أن القبض عليهم من رجال الدرك الوطني عقب المقابلة تمّ في أماكن متفرقة ودون العثور لديهم على أشياء مادية كالحجارة والسكاكين والعصي والقضبان الحديدية. ممثل الحق العام اعتبر الوقائع المنسوبة للمتهمين ثابتة بدليل أنها أدّت إلى تحطيم ممتلكات تابعة للدولة كالتجهيزات الخاصة بمركب حمروش حمودي وممتلكات أخرى تابعة للمواطنين، ملتمسا بذلك تسليط عقوبة 18 شهرا حبسا نافذا. مع التذكير أن هذ الأحداث أعقبت تعادل سكيكدة مع عين مليلة، وبعد المداولة القانونية أصدرت هيئة المحكمة إدانة 20 عنصرا بعقوبة عامين حبسا نافذا مع غرامة مالية. 3 أشهر حبسا ل6 مناصرين من مولودية الجزائر بتهمة التعدي على رجال الشرطة أدانت محكمة وهران بحي جمال الدين، في جلسة أمس، ستة من مناصري مولودية العاصمة بعقوبة ثلاثة أشهر حبسا نافذا لمتابعتهم بتهم التعدي على أعوان الشرطة وحمل أسلحة محظورة والإخلال بالنظام العام، فيما قضت هيئة المحكمة بستة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ في حق تسعة عشرة مناصرا آخر بعدما وجهت لهم تهم التجمع والإخلال وحمل أسلحة محظورة. هؤلاء المناصرون الخمسة والعشرون من بينهم قاصر قدمتهم مختلف مصالح الأمن الحضرية أمام وكيل الجمهورية لدى المحكمة، حيث تم إيداع ثمانية عشر من بينهم قاصر الحبس المؤقت وفق إجراءات التلبس، فيما استفاد الآخرون من إجراءات الاستدعاء المباشر مع جدولة قضاياهم للمحاكمة في الجلسة الماضية، حيث التمس في حقهم ممثل الحق العام عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا لتنطق هيئة المحكمة بالحكم في الجلسة العلنية. وفي الجلسة أنكر الجميع الوقائع المنسوبة إليهم موضحين بأنهم ليسوا الفاعلين الحقيقيين وأنهم قدموا لمناصرة فريقهم فقط، ليؤكد بدوره دفاع كل مناصر براءة موكله لانعدام الأدلة القطعية التي تدينه أمام إصرار كل واحد منهم على الإنكار فيما يخص الاعتداء على أعوان الشرطة الثمانية 8. للتذكير، فإن هؤلاء المناصرين تم توقيفهم منذ أسبوعين بوهران مباشرة عقب اللقاء الكروي الذي جمع بين الفريق المحلي مولودية وهران والفريق الزائر مولودية العاصمة بملعب أحمد زبانة، حيث انتهت المباراة بالتعادل السلبي ما دفع بعض المناصرين إلى الخروج إلى الشارع من أجل إحداث أعمال شغب مع تحطيم بعض السيارات وكذا الاعتداء على ثمانية (8) أعوان شرطة استفادوا من شهادات طبية تثبت في عجزهم لمدة تتراوح ما بين أربعة (4) أيام وعشرة (10) أيام. أحكام بين شهرين حبسا نافذا والبراءة لمناصرين من شبيبة القبائل واتحاد الحراش شهدت محكمة بئر مراد رايس محاكمة 15 متهما من مناصري شبيبة القبائل واتحاد الحراش، على أساس جريمة حمل سلاح محظور. فيما ستتم محاكمة الباقي، وعددهم 85، في الجلسات المقبلة، وذلك على خلفية أعمال التخريب والعنف التي عرفها النهائي ال47 لكأس الجمهورية. ومن بين المتهمين طالبان جامعيان، ورئيس مصلحة بمحجرة باش جراح بالعاصمة، الذي أكد أنه تنقل على متن سيارة ‘'كلونديستان'' رفقة ابنيه إلى ملعب 5 جويلية لمناصرة اتحاد الحراش، وعند منتصف الطريق صعد إلى السيارة شخصان آخران تجهل هويتهما، إلا أنه عند توقيفهما من قبل مصالح الأمن عثر على سكين في السيارة، وفيما أخلي سبيل من كانوا معه، تمت إحالته على مركز الشرطة، حسب قوله، نافيا حمله للسكين، بحجة أنه كان رفقة طفليه. وهي نفس التهمة التي نسبت لمناصر من شبيبة القبائل، يعمل جزارا، حيث صرح هو الآخر أنه لم يكن يعلم أن سيارته بها سكين. كما جاءت تصريحات باقي المتهمين على نفس النحو، ليسدل الستار على المحاكمة التي انتهت بإصدار أحكام ضد المتهمين بين شهرين حبسا نافذا و10 آلاف دج غرامة نافذة، وشهرين غير نافذين، في حين تم تغريم أحد المناصرين ب10 آلاف دينار، فيما استفاد خمسة آخرين من البراءة.