l زعيم ”الأفسيو” يسارع إلى قبول دعوة الحكومة سارع رئيس منتدى المؤسسات علي حداد نهاية الأسبوع الماضي، إلى إصدار بيان موقع باسمه أعلن فيه عن قبول دعوة الوزير للجلوس إلى طاولة واحدة للتحضير للثلاثية المقبلة ”الحكومة - المركزية النقابية - منظمات أرباب العمل”، وأعلن حداد عن التزامه التام والمبدئي باعتماد الحوار والتشاور في علاقاته مع السلطات العمومية وجميع القطاعات الوزارية المعنية بتطوير الاقتصاد الوطني. أكد زعيم الأفسيو تجّنده مع حكومة تبون والمركزية النقابية لإنجاح برنامج رئيس الجمهورية في محاولة لاستدراك زلاته قبل انعقاد اجتماع تقني لأطراف الثلاثية بقصر الدكتور سعدان، وحمل رد المنتدى الكثير من المؤشرات التي توحي بأن رئيس منتدى رؤساء المؤسسات الذي يوجد في وضع لا يحسد عليه بعد عزم الحكومة فصل المال عن السياسة لا يرغب في التصعيد، وتضمن رد زعيم الأفسيو عبارات على نقيض ما جاء في البيان الصادر عقب اجتماع المركزية والنقابية والباترونا، الأسبوع الماضي بالأوراسي، وحينها قال المجتمعون، أنهم ملتزمون بالحوار فقط مع شخص الرئيس بوتفليقة، في حين أن رد الافسيو، تحدث عن رغبة في العمل مع السلطات العمومية وجميع القطاعات الوزارية التي تعمل تحت إدارة الوزير الأول عبد المجيد تبون، وأكثر من ذلك تضمن بيان الأفسيو، اسم رئيسه، علي حداد، الذي استهدف مجمعه بسلسلة من الإعذارات لاستكمال المشاريع الموكلة لشركته منذ سنوات والتي تقاضى عنها تسبيقات بمبالغ مالية ضخمة. وتعكس البيانات التي صدرت، من الطرفين بأنهما اختارا خطاب التهدئة بدل التصعيد، عكس ما كان عليه الأمر في الأيام الأخيرة. ومن المنتظر أن يلتقي الوزير الأول، عبد المجيد تبون غدا الأحد بقصر الحكومة بشركاء العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي للتنمية الممثلين في الاتحاد العام للعمال الجزائريين وأرباب العمل وذلك لدراسة النقاط المتعلقة بتنظيم اجتماع الثلاثية المقبل، وينتظر من هذا الاجتماع إعلان توبة زعيم المركزية النقابية سيدي السعيد ورئيس الأفسيو علي حداد بعد زلتهما إثر إعلان الوزير الأول فصل المال عن السياسية وتوجيه الحكومة لإعذارات عن مشاريع حداد المتأخرة. ويحمل اللقاء حسب بيان لمصالح الوزير الأول طابع تشاوري، حيث سيتم التطرق من خلاله إلى مناقشة النقاط المدرجة في جدول أعمال الثلاثية وتحديد تاريخ ومكان انعقاد هذا الاجتماع المرتقب تنظيمه في القريب والتي من المزمع أن تكون شهر سبتمبر القادم وهو موعد الدخول الاجتماعي وستكون هذه الثلاثية التي تأتي بعد تلك التي عقدت في مارس الفارط بعنابة الأولى التي يرأسها الوزير الأول عبد المجيد تبون. وكان تبون الذي لطالما دعا إلى الحوار الوطني، قد أكد خلال تقديمه لمخطط عمل الحكومة أمام البرلمان في جوان المنصرم أن الحكومة ”ستفتح قنوات الحوار والتشاور مع جميع مكونات النسيج الوطني السياسية والنقابية والأكاديمية والجمعوية بهدف شرح مسعاها وتعزيز ثقتهم وانخراط مختلف فئات الشعب في تحقيق هذا المسعى، وأشار تبون إلى أن الحكومة تعي أن تحقيق الإجماع حول القضايا الوطنية ذات الأهمية، سيسهل كثيرا بلوغ الأهداف المسطرة في مخطط عملها من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية مشيرا إلى أهمية بناء إجماع وطني لتسيير الأزمة الاقتصادية للحفاظ على استقلال البلاد وسيادة قرارها الاقتصادي. كما يأتي الاجتماع في وقت فتح فيه الوزير الأول النار على الفساد والتقاعس في صرف المال العام وإنجاز الصفقات العمومية ما جعل رئيس منتدى المؤسسات والأمين العام للمركزية النقابية يصدران لأول مرة بيانا يحمل انتقادا للوزير الأول بسبب تهديد مصالحهما الشخصية على حساب مصالح العمال وباقي رجال الأعمال ومن هذا المنطق من المتوقع جدا أن يعلن الرجلان التي تناقلت مصادر أن لهما مصالح شخصية مشتركة توبتهم للوزير الأول عبد المجيد تبون الذي يحظى بدعم شعبي وسياسي منذ يوم تعيينه خاصة بعد النتائج الإيجابية جدا التي حققها في القطاعات التي أشرف عليها كوزير للسكن والتجارة.