على غير العادة شغل النزاع بين الحكومة وجماعة علي حداد، منصات التواصل الاجتماعي بشكل يدعم ”الحرب” على لوبيات المال الفاسد، وفي رد فعل تضامني مع الوزير الأول الذي بدء يجسد سياسة فصل المال عن السياسة. كان لبيان خرج به رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد رفقة الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي سعيد، في فندق الأوراسي وبعض رؤساء منظمات أرباب العمل، مفعولا عكسيا، ألهب وسائل التواصل الاجتماعي وشغل الساحة السياسية، بعدما انتفض المحيط القريب من رجل الأعمال ضد توجهات الوزير الأول، واصفين ما بدر منه بأنه تهديد للعقد الاجتماعي والاقتصادي الموقع قبل 3 سنوات بين الحكومة وأرباب العمل والمركزية النقابية. هذا النزاع شغل الفيسبوكيين الذين أطلقوا هشتاغ ”كلنا تبون”، الداعم لما يقوم به الوزير الأول، معتبرين أنها حرب على لوبيات المال الفاسد، وتقاطعت مجمل التفاعلات في دعم مباشر لهذا الأخير، وقال المدون عبد الخالق لحمر ”إن الشعب كله مع الوزير تبون وهو لأول مرة سيتحالف مع الحكومة لإخراج البلد من الفساد”. أما نهاري جلول فعلق على الصراع بين الوزير الأول وزعيم منتدى رؤساء المؤسسات قائلا ”إذا كان الشعب معك فلا توجد قوة توقفك ضد الفساد”. وفي صحفة على موقع ”فيسبوك” تحمل اسم ”أصدقاء الوزير الأول”، دعا أصحابها إلى مساندة تبون، الذي بدأ أصحاب المصالح الشخصية والضيقة، يصدرون بيانات بعدما برز ترسخ القطيعة بين الحكومة ومحيط حداد، الذي كان يوصف في وقت قريب ب”الفتى المدلل” بسبب حصوله بسهولة على حصص كبيرة من المشاريع العمومية بمختلف جهات الوطن. والمفاجأة غير السارة لعلي حداد، التي تمثلت في تصدع حلفه، حيث انحاز عدد من رجال الأعمال إلى جانب الوزير الأول، وقالوا إنهم لم يشاركوا في الاجتماع ولم يوقعوا على البيان، ومنهم من اتهم حداد بتزوير التوقيعات، حيث تداول نشطاء بشكل كبير البيان ودعوا إلى فضح رئيس الأفسيو. وبهدف تشجيع توجهات الحكومة الجديدة تفاعل شباب مواقع التواصل الاجتماعي مع مقترح للناشط عبد الرزاق غضاب للقيام بوقفة تضامنية لدعم تبون ضد حداد وسيدي السعيد، مؤكدا استعداده لدخول البلاد في حال تم الاتفاق على ذلك. لكن آخرون طالبوا بتوسيع التحقيق في كل المشاريع وأن لا يقتصر الأمر على حداد فقط بل كل المتعاملين الاقتصاديين الخواص والعموميين وعلى مستوى الوطن حسب الناشط أحمد عبد السلام مع محاسبة كل من تورط في هدر المال العام وتسبب في تأخير التنمية بسبب سوء التسيير والتبذير. في المقابل، يشدد حمدي عماري على أهمية أخذ التطورات الأخيرة بروية وتعقل قائلا ”أنه بالنسبة للوزير الأول تبون، بين من يراه رجل غيور ومخلص ويجب أن نثق فيه ونقف وراءه، وبين من يرى كل هذه الضوضاء مجرد مسرحية.. دعونا لا نكن عاطفيين.. ولا نكون سلبيين، وأن الميدان هو الذي يحكم.. والنتائج تتكلم.. من سيحاكم؟ من سيسجن؟ كم ستسترجع من أموال؟؟”.