اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، لتوفير الحماية الكاملة للمستوطنين المقتحمين. وتتزامن هذه الاقتحامات، مع دعوات يهودية أطلقتها ما تسمى منظمات "الهيكل" المتطرفة للمشاركة الواسعة في اقتحام المسجد الأقصى بمناسبة ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل". وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، أمس، لوكالة "صفا"، إن 870 متطرف اقتحموا المسجد الأقصى على مجموعات متتالية، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته بحماية شرطية مشددة. وأوضح أن هؤلاء المستوطنين تلقوا خلال اقتحاماتهم شروحات عن "الهيكل" المزعوم ومعالمه، وأدوا طقوسًا وصلوات تلمودية عند أبوابه، فيما ألقى آخرون أنفسهم على الأرض. وأضاف أن المسجد الأقصى شهد توترًا في أعقاب محاولة ثلاثة مستوطنين سرقة حجارة وتحطيم أغصان أشجار من المسجد، حيث تصدى لهم حراس الأقصى، وأخرجتهم شرطة الاحتلال من المسجد. وتواصل شرطة الاحتلال فرض قيودها وإجراءاتها على دخول المصلين للأقصى، وتحتجز بطاقاتهم الشخصية وتدقق فيها قبيل دخولهم، ورغم قيود الاحتلال، إلا أن عشرات المصلين من أهل القدس والداخل المحتل توافدوا منذ الصباح الباكر إلى المسجد، وتوزعوا على حلقات العلم وقراءة القرآن الكريم، وتصدوا بهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم المستمرة. ونظم مئات المستوطنين، أول أمس، مسيرة استفزازية في شوارع مدينة القدسالمحتلة، بمناسبة "ذكرى خراب الهيكل"! وأدوا طقوسًا وشعائر تلمودية في ساحة حائط البراق، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال. وكثفت شرطة الاحتلال من تعزيزاتها في المدينةالمحتلة، وخاصة البلدة القديمة وأزقتها، ونشرت عناصرها ووحداتها الخاصة ودورياتها الراجلة، تزامنًا مع حلول ما يُسمى يوم صوم "التاسع من آب" وفق التقويم العبري عند المستوطنين اليهود، ويزعم اليهود في هذا اليوم إحياءهم ذكرى دمار وخراب "الهيكل"، عبر امتناعهم عن الأكل والشرب ل 25 ساعة. وحذرت الأوقاف الإسلامية والفعاليات المقدسية من تزايد أعداد المقتحمين للأقصى، في ظل دعوات "منظمات الهيكل" للمستوطنين اليهود للمشاركة الواسعة في هذه الاقتحامات. وتصاعدت في الآونة الأخيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وسط نشاطات استفزازية في مدينة القدس، مما يستفز مشاعر الفلسطينيين. وكان شبان القدس تصدوا الليلة الماضية لاستفزازات المستوطنين قرب الأقصى من جهة حارة باب حطة، واندلعت مواجهات واشتباكات بالأيدي بين الطرفين الى أن وصلت قوات معززة من جنود الاحتلال وانضمت الى طرف المستوطنين وشرعت بالمشاركة في الاعتداء على السكان، كما اعتدى مستوطنون على سكان حي الجالية الإفريقية الملاصقة لباب المجلس - أحد أبواب الأقصى - بالضرب والدفع، وأدوا طقوسًا تلمودية على أبواب المسجد.