كشفت السلطات الألمانية عن ارتفاع قياسي لعدد الرعايا المغاربة المرحلين من ألمانيا خلال السنة الماضية، حيث ارتفع العدد بثلاثة أضعاف مقارنة بما كان مسجلا في السابق، وهو ما يؤكد نجاح جهود المسؤولين الألمان في إقناع دول المغرب العربي من الجزائر وتونس والمغرب في استقبال رعاياها المرحلين وتسريع وتيرة الإجراءات المتعلقة بطردهم من ألمانيا. نشرت مجموعة ”فونكه” الإعلامية أمس أن عمليات ترحيل المغاربة من ألمانيا إلى دولهم الأصلية سجلت ارتفاعا معتبرا خلال أواخر السنة الفارطة، حيث شملت العملية 623 رعية من الجزائر وتونس والمغرب، فيما كانت في حدود 166 مرحل في السداسي الأول من 2016. وقد كثفت السلطات الألمانية من عمليات طرد المهاجرين وطالبي اللجوء من المغرب العربي في إطار مواجهة أزمة اللاجئين والتهديدات الإرهابية المقترنة بها، وهو المخطط الذي شرعت في تنفيذه من خلال تقليص الموافقة على طلبات اللجوء التي يودعها الجزائريون والمغربيون والتونسيون إلى مستويات أقل من 5 بالمائة، وعملت على إقناع حكومات الدول المعنية بتسهيل عمليات استقبال رعاياها من خلال زيارات رسمية خصصت لملفات الأمن والهجرة، وهو الملف الذي كان من المفترض أن تتم مناقشته خلال زيارة المستشارة أنجيلا ميركل إلى الجزائر، التي تم تأجيلها إلى موعد آخر. وكانت الحكومة قد وعدت السلطات الألمانية بالتعاون في ملف المهاجرين غير الشرعيين الذين رفضت طلبات اللجوء التي تقدموا بها، في وقت تسعى فيه أنجيلا ميركل إلى افتكاك التصنيف الآمن لدول المغرب العربي من البرلمان الذي رفضه لمرتين وهو ما أعاق تسهيل عملية ترحيل المغاربة نحو دولهم الأصلية.