تلتئم اليوم بباريس قمة رباعية لبحث كيفيات وقف زحف الأفارقة نحو أوروبا بالهجرة غير الشرعية أو اللجوء، حيث ستبحث الدول المشاركة من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا خطط توسيع التعاون مع إفريقيا أو الدول المصدرة للمهاجرين من أجل كبح الهجرة من المصدر، خاصة ما تعلق بليبيا التي تنشط فيها جماعات بتهريب البشر بتهجير الأفارقة عبر الجزائر، ما دفع هذه الأخيرة إلى التفاوض مع الدول الأصلية لإعادتهم إلى أوطانهم حماية لهم ودرئا للمخاطر على البلاد. وتواصل السلطات عمليات إحصاء المهاجرين الأفارقة لمنح بعضهم إقامة مؤقتة للعمل، فيما سيتم ترحيل آخرين بعد التوصل إلى اتفاق مع دول الأصل وهي ماليوالنيجر التي تحصي أكبر عدد من رعاياها في الجزائر المقيمين بطريقة غير شرعية، بعدما شرعت مؤخرا في ترحيل رعايا نيجيريا كمرحلة أولى. ليبيا التي ستكون ممثلة في اجتماع اليوم من خلال رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فايز السراج تلقت وعودا من الحكومة الألمانية بزيادة المساعدات المخصصة لمحاربة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من سواحله ، وهو ما يندرج ضمن خطط المستشارة أنجيلا ميركل المتعلقة بخفض الهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى أوروبا تدريجيا. ميركل التي قالت أنها ليست على دراية جيدة بطرق اللجوء في إفريقيا شددت على أن المساعدات التنموية تلعب دورا كبيرا في مكافحة الهجرة غير الشرعية، تماما مثل الرقابة على الحدود وضبط الهجرة في النيجر، كشفت عن اهتمام حكومتها بحصول اللاجئين في ليبيا على مزيد من الحماية من منظمات الأممالمتحدة، حيث تعمل منظمات إغاثة على تكثيف جهود في ملاحقة مهربي البشر على الحدود الليبية والجزائرية في إطار ما يسمى ب”شراكة الهجرة” مع الاتحاد الأوروبي. فيما شدد وزير الداخلية النمساوي فولفغانغ زوبوتكا على أن بلاده لن تفتح حدودها في ظل التهديدات الأمنية المتنامية في أوروبا وفي ظل غياب حل أوروبي شامل لمسألة حماية الحدود، مؤكدا على الحاجة إلى حماية فعالة للحدود الخارجية لأوروبا. وفي السياق، أعربت ميركل على دعم فكرة تمديد الرقابة على الحدود داخل أوروبا لمواجهة تيار المهاجرين إلى غاية إسقاط الأمر من قبل أجهزة الأمن.